حالة رعب: راكب يحاول فتح باب الطائرة على ارتفاع 18 ألف قدم
شهدت رحلة جوية داخلية في الولايات المتحدة حادثة خطيرة كادت أن تتحول إلى كارثة، بعدما حاول أحد الركاب فتح باب الطائرة أثناء تحليقها على ارتفاع 18 ألف قدم. وأوقفت السلطات الأمريكية الراكب كاسيان ويليام فريدريكس، البالغ من العمر 36 عامًا، عقب تصرفات وصفت بالخطيرة وغير المتزنة على متن طائرة تابعة لخطوط «ألاسكا الجوية»، في واقعة أعادت إلى الواجهة تساؤلات حول سلامة الرحلات الجوية والتعامل مع الحالات النفسية الطارئة أثناء الطيران.
بدأت فصول الحادثة خلال رحلة ليلية كانت متجهة من مدينة ديد هورس إلى أنكوريج، حين لاحظ الركاب وأفراد الطاقم تصرفات غير طبيعية من فريدريكس، شملت الارتجاف الواضح والتمتمة بعبارات غير مفهومة. وبحسب شهود عيان، كان الراكب يردد جملًا مثيرة للقلق مثل «الأجنحة اختفت سنموت جميعًا»، ما أثار حالة من الذعر بين المسافرين، خاصة مع استمرار سلوكه المضطرب وعدم استجابته لمحاولات التهدئة. وأفاد طاقم الطائرة بأن الراكب بدا في حالة نفسية غير مستقرة، وادعى لاحقًا أنه يعاني من هلوسة بصرية ويحتاج إلى استنشاق «هواء نقي».
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تفاقم الموقف بشكل خطير عندما نهض فريدريكس فجأة من مقعده وتوجه نحو باب المقصورة الخلفي للطائرة، حيث شرع في محاولة رفع مزلاج الأمان وفتح الباب أثناء التحليق. وعلى الفور، تدخل أفراد الطاقم وعدد من الركاب لمنعه، في مشهد اتسم بالتوتر والارتباك، خصوصًا مع الارتفاع الكبير الذي كانت تحلق فيه الطائرة. وتمكن الطاقم من السيطرة على الراكب وتقييده وفق إجراءات السلامة المعتمدة، بينما جرى إخطار برج المراقبة بالحادث لاتخاذ الإجراءات اللازمة فور هبوط الطائرة.
عقب هبوط الطائرة بسلام في مطار أنكوريج، ألقت السلطات الأمنية القبض على فريدريكس وجرى تحويله للتحقيق، حيث يواجه اتهامات تتعلق بتهديد سلامة الطيران وتعريض حياة الركاب للخطر. وأكدت خطوط «ألاسكا الجوية» في بيان رسمي أن سلامة الركاب والطاقم تأتي على رأس أولوياتها، مشيرة إلى أن الطاقم تعامل مع الموقف وفق أعلى معايير السلامة المهنية. كما أعادت الحادثة تسليط الضوء على أهمية الفحوصات النفسية والتدريب المستمر لأطقم الطيران للتعامل مع الحالات الطارئة، في ظل تزايد حوادث السلوك غير المنضبط على متن الرحلات الجوية خلال السنوات الأخيرة.
وتبقى هذه الواقعة مثالًا صارخًا على خطورة أي تصرف غير مسؤول في الأجواء، وما قد يترتب عليه من عواقب جسيمة لو لم تتم السيطرة عليه في الوقت المناسب.