سواحل تنريفي الأقل شهرة في جزر الكناري
تمتلك جزيرة تنريفي، كبرى جزر الكناري الإسبانية، شهرة عالمية بشواطئها الذهبية ومناخها الدافئ على مدار العام، لكنها تخبئ في طياتها كنوزًا طبيعية ما زالت بعيدة عن أعين السائحين. فبينما يتجه الزوار عادة إلى شواطئ بلايا دي لاس أميريكاس الشهيرة أو كوستا أديخي المزدحمة، توجد على أطراف الجزيرة الشمالية والغربية سواحل هادئة وساحرة تمنح زائريها تجربة مختلفة تمامًا. هنا، حيث يلتقي المحيط الأطلسي بتضاريس بركانية آسرة، يكتشف المسافرون وجهًا خفيًا لتنريفي يجمع بين العزلة والجمال البري، وبين الأصالة الإسبانية والنكهة المحلية الكنارية.
بلايا دي بنّيجو: سحر الطبيعة البرية
في الشمال الغربي من تنريفي، تتوارى بلايا دي بنّيجو (Playa de Benijo) خلف جبال أناغا المكسوة بالخضرة، لتظهر كلوحة طبيعية مذهلة تتشكل من رمال بركانية سوداء وموجات قوية تضرب الشاطئ في مشهد مهيب. هذا المكان ليس فقط جنة لعشاق التصوير، بل أيضًا مقصد للباحثين عن العزلة والتأمل، إذ لا توجد حوله فنادق ضخمة أو منشآت سياحية تجارية. الوصول إلى الشاطئ يتطلب السير عبر طريق جبلي متعرج، ما يزيد من خصوصيته ويجعله تجربة مميزة لمحبي المغامرة. عند غروب الشمس، يتحول المكان إلى مشهد سينمائي ساحر، حيث تنعكس الألوان الذهبية على الصخور البركانية السوداء لتخلق مشهدًا لا يُنسى.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بلايا دي ألبوركويكي: العزلة الهادئة قرب الساحل الجنوبي
على الرغم من قربها من المناطق السياحية الشهيرة، تبقى بلايا دي ألبوركويكي (Playa de Alborqueque) واحدة من السواحل الأقل اكتشافًا في الجنوب. تتميز هذه المنطقة برمال فاتحة ومياه فيروزية نقية، وهي مثالية لمن يرغب في السباحة أو الاسترخاء بعيدًا عن الضوضاء. بفضل موقعها المخفي خلف المنحدرات الصخرية، يصعب على الكثيرين الوصول إليها إلا عبر ممرات قصيرة مشيًا على الأقدام، مما يمنحها طابعًا خاصًا من الهدوء والعزلة. كما يمكن لمحبي الغوص استكشاف الحياة البحرية الغنية في محيطها، حيث تعيش أنواع متنوعة من الأسماك الملونة والكائنات البحرية الصغيرة. إنها مكان مثالي لقضاء يوم كامل من الاستجمام وسط هدوء البحر وعذوبة النسيم الأطلسي.
بلايا دي خاردين: الجمال بين الفن والطبيعة
في مدينة بويرتو دي لا كروز بشمال الجزيرة، تختبئ بلايا دي خاردين (Playa Jardín) كتحفة فنية من تصميم الرسام والنحات الكناري الشهير سيزار مانريكي، الذي دمج في هذا الشاطئ بين الفن والطبيعة. رماله السوداء، وحدائقه الاستوائية، ونخيله المتناثر على طول الساحل، كلها تعكس فلسفة الجمال العضوي التي ميّزت أعمال مانريكي. على الرغم من أنها أقرب إلى المناطق الحضرية مقارنة بالشواطئ الأخرى، إلا أنها ما زالت أقل ازدحامًا وتحتفظ بجاذبية فريدة بفضل طابعها المحلي وأجوائها الهادئة. كما أن الخدمات المتوفرة حولها تجعلها مناسبة للعائلات والمسافرين الباحثين عن توازن بين الراحة والطبيعة.
ختامًا، تظل سواحل تنريفي الأقل شهرة بمثابة الجوهرة الخفية في تاج جزر الكناري، تجمع بين الهدوء والروعة الطبيعية في مزيج لا يتكرر. فمن الشواطئ البركانية البرية إلى الخلجان المنعزلة والحدائق الشاطئية المبهرة، تقدم هذه الأماكن تجربة سياحية مختلفة تمامًا عن الصورة النمطية للجزر الإسبانية. إنها دعوة مفتوحة للمغامرين وعشاق الطبيعة لاكتشاف جانب جديد من تنريفي، حيث لا يطغى الزحام على الجمال، ولا يفسد الترف بساطة البحر والمكان.