سوسة: جوهرة الساحل التونسي وتاريخ يروي الحضارات

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 27 مايو 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
تشيتشن إيتزا: جوهرة حضارة المايا في المكسيك
سيدي بوسعيد: الجوهرة الزرقاء على ساحل المتوسط
أهم الأنشطة والتجارب في قرطاجنة الجوهرة الساحلية

تقع مدينة سوسة على الساحل الشرقي لتونس، وهي واحدة من أعرق المدن في شمال إفريقيا، تمتزج فيها حضارة الماضي بألق الحاضر، وتُعد من أبرز الوجهات السياحية في البلاد. تُعرف سوسة بلقب "جوهرة الساحل"، ليس فقط لما تتمتع به من شواطئ خلابة ومياه صافية، ولكن أيضًا لأنها تحتضن إرثًا حضاريًا عريقًا يجمع بين الروماني، البيزنطي، العربي، والعثماني، مما يجعلها مدينة متعددة الأوجه، تلبي أذواق مختلف الزوار.

تبدأ جاذبية سوسة من المدينة العتيقة، التي صُنفت كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو. عند التجول في أزقتها الضيقة الملتوية،التي تظللها مبانٍ بيضاء ذات أبواب زرقاء، تعكس روح العمارة المغاربية  يشعر الزائر وكأنه عاد قرونًا إلى الوراء، حيث تتناثر المحلات التقليدية، وتفوح روائح العطور والتوابل، وتعرض الحرفيات مهاراتهن في النسيج وصناعة النحاس والفخار. لا يمكن إغفال زيارة الرباط، وهو حصن أثري يعود إلى القرن الثامن الميلادي، ويُعد من أبرز معالم العمارة الإسلامية في شمال إفريقيا، إضافة إلى الجامع الكبير الذي يعكس جمال العمارة الأندلسية المغاربية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

أما لمحبي البحر، فإن شواطئ سوسة توفر تجربة استجمام مميزة. الرمال الذهبية والمياه الدافئة تجتذب الزوار من مختلف الجنسيات، خصوصًا في فصل الصيف حيث تنبض المدينة بالحيوية وتقام المهرجانات والحفلات الموسيقية. ومن أبرز شواطئها: شاطئ بوجعفر، الذي يُعد من الأكثر شهرة في المنطقة، ويُحيط به عدد كبير من الفنادق والمطاعم التي تقدم المأكولات البحرية الطازجة. تتحول المدينة إلى مركز للاحتفالات والمهرجانات، وتنبض بالحيوية ليلًا ونهارًا. 

لا تكتمل زيارة سوسة دون المرور على ميناء القنطاوي، أحد أرقى المشاريع السياحية في تونس. بُني على الطراز الأندلسي ويضم مرافق ترفيهية راقية ومارينا لليخوت، ملاعب غولف، منتجعات، وأسواقًا صغيرة، ما يمنحه طابعًا فاخرًا يجذب السياح الباحثين عن الرفاهية. كما أنّ قربه من سوسة يسهل الوصول إليه في نزهة قصيرة.

إلى جانب سحرها التاريخي والطبيعي، تتميز سوسة بكونها مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين الحداثة والتقاليد، وتستقبل زوارها بكرم تونسي أصيل. سكانها ودودون،ما يجعل الزائر يشعر كأنه بين أهله. المطاعم المحلية تقدم أطباقًا تونسية شهية تعتمد على زيت الزيتون الطازج والأسماك،  بينما توفر المقاهي المطلة على البحر لحظات من الهدوء مع نسمات البحر المتوسط. المناخ المعتدل طوال العام يجعل من سوسة وجهة مناسبة لكل المواسم، سواء كنت تسعى للاسترخاء أو المغامرة أو الانغماس في الثقافة. كما أن البنية التحتية السياحية الجيدة تُسهل التنقل وتُضفي راحة إضافية على تجربة الزائر.


تُعد مدينة سوسة واحدة من أكثر المدن سحرًا في تونس، حيث تنصهر الحضارة مع البحر، ويشعر الزائر فيها بعبق التاريخ وروح المعاصرة. سواء كنت تبحث عن الاسترخاء على الشاطئ، أو الغوص في أعماق التاريخ، أو الاستمتاع بثقافة غنية ومتنوعة، فإن سوسة تقدم كل ذلك وأكثر. إنها مدينة تأسر القلب وتدعو دائمًا للعودة من جديد.