في يومه العالمي: ما هي مراحل القمر بالترتيب؟
يُحتفل بـ يوم القمر العالمي في 20 يوليو من كل عام، إحياءً لذكرى أول هبوط بشري على سطح القمر ضمن مهمة "أبولو 11". وبهذه المناسبة، يُصبح القمر محورًا للفضول العلمي والتأمل الفلكي، سواء من قبل المتخصصين أو الهواة. وبينما يُثير القمر إعجاب الناس بمنظره الجميل في السماء، فإن مراحله المختلفة التي تظهر لنا على مدار الشهر القمري تعكس دورة فلكية معقدة ودقيقة ترتبط بموقعه بالنسبة للأرض والشمس. وفهم هذه المراحل يُعتبر مفتاحًا لتقدير أحد أروع الظواهر الكونية التي نشهدها بأعيننا.
الهلال الوليد وحتى البدر: بداية الإضاءة
تبدأ دورة القمر بـ المحاق (New Moon)، وهي المرحلة التي يكون فيها القمر واقعًا بين الأرض والشمس، فلا يصلنا أي ضوء منه، فيبدو معتمًا تمامًا. بعد هذه المرحلة، يبدأ الهلال المتزايد (Waxing Crescent) بالظهور كخط رفيع من النور على جانب القمر، ويزداد حجمه تدريجيًا. تلي ذلك مرحلة التربيع الأول (First Quarter)، حيث يُضيء نصف القمر ويكون شكله نصف دائرة تمامًا. ثم تأتي مرحلة الأحدب المتزايد (Waxing Gibbous)، وهي المرحلة التي يقترب فيها القمر من الاكتمال، ويظهر منه أكثر من النصف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأخيرًا يصل القمر إلى ذروة سطوعه في مرحلة البدر (Full Moon)، حيث يكون مقابلًا تمامًا للشمس وتنعكس أشعتها على سطحه بالكامل، ما يجعل القمر يظهر مضيئًا ومستديرًا في السماء، وهو المنظر الذي طالما ألهم الشعراء والرسامين.
من البدر إلى الظلام: التناقص التدريجي
بعد اكتمال القمر، تبدأ مراحل التناقص، وتُعرف هذه المرحلة بـ الأحدب المتناقص (Waning Gibbous)، حيث يبدأ الضوء في الانحسار تدريجيًا من أحد الجوانب. ثم تأتي مرحلة التربيع الأخير (Last Quarter)، التي يظهر فيها نصف القمر المعاكس لما رأيناه في التربيع الأول. تليها مرحلة الهلال المتناقص (Waning Crescent)، حيث يتقلص القمر حتى يظهر كخيط ضوء رفيع قبل أن يختفي تمامًا مرة أخرى في المحاق، لتبدأ الدورة من جديد.
أهمية المراحل القمرية في الحياة والثقافة
تلعب مراحل القمر دورًا أساسيًا في التقويمات القمرية، مثل التقويم الهجري، كما ارتبطت منذ القدم بالزراعة والملاحة وحتى بالصحة النفسية عند بعض الثقافات. كما أن مراقبة القمر في مراحله المختلفة تُعد نشاطًا ممتعًا لهواة الفلك، ووسيلة لفهم الطبيعة الدورية للكون. وفي يوم القمر العالمي، تتضاعف أهمية هذا الفهم، حيث يربطنا بالقوى الكونية التي تؤثر على كوكبنا بطريقة هادئة لكنها عظيمة.
في النهاية، فإن القمر ليس مجرد جرم مضيء في السماء، بل هو ساعة كونية ترشدنا إلى دورة الزمن، وتُذكّرنا بعظمة الخلق، وجمال التفاصيل التي تدور فوق رؤوسنا كل ليلة دون أن ننتبه إليها.