من الفضاء.. شاهد مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير
في مشهد فريد يجمع بين التكنولوجيا والإنجاز الحضاري، كشفت وكالة الفضاء المصرية اليوم الخميس عن مقطع مصوَّر من الفضاء يوثق مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير، أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، وذلك قبل أيام قليلة من افتتاحه الرسمي المقرر يوم السبت المقبل.
ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" الفيديو الذي أعدته وكالة الفضاء المصرية، والذي يُظهر من خلال صور الأقمار الصناعية التطور الهائل الذي شهدته منطقة الجيزة على مدار أكثر من عقدين، منذ انطلاق أعمال المشروع عام 2002 وحتى اكتماله في صورته النهائية استعدادًا للافتتاح العالمي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
رحلة 23 عامًا من البناء والرؤية
يوثق المقطع المصوّر التحول المذهل في محيط أهرامات الجيزة، حيث أُقيم المتحف المصري الكبير على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع ليكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة — الحضارة المصرية القديمة. وتُظهر اللقطات تسلسل مراحل الإنشاء بداية من وضع الأساسات، مرورًا ببناء الهياكل الخرسانية العملاقة، وصولًا إلى الواجهات الزجاجية المائلة التي تعكس في تصميمها الرمزية الهندسية للأهرامات القريبة.
كما يُظهر الفيديو التغيرات التدريجية في البنية العمرانية للمنطقة المحيطة بالمتحف، بما في ذلك تطوير شبكة الطرق الجديدة، وإنشاء الساحات والممرات التي تربط المتحف بمحيط الأهرامات، لتشكل منطقة جذب سياحي وثقافي متكاملة. وتُعد هذه المشاهد من الفضاء توثيقًا بصريًا نادرًا يُبرز مدى التطور العمراني والتخطيطي الذي شهدته المنطقة خلال أكثر من 20 عامًا من العمل المتواصل.
حدث ثقافي ينتظره العالم
يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا تاريخيًا وثقافيًا استثنائيًا ينتظره العالم بشغف، إذ سيجمع بين جدرانه أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية القديمة، من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني. ومن أبرز المقتنيات التي ستُعرض فيه مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.
ومن المقرر أن يشهد حفل الافتتاح حضور عدد من قادة وزعماء العالم وكبار الشخصيات الدولية، في حدث يعكس المكانة الحضارية والثقافية لمصر ودورها الرائد في الحفاظ على التراث الإنساني. كما سيُبث الحفل عالميًا لتسليط الضوء على هذا الإنجاز الذي يجمع بين العراقة المصرية القديمة والتطور المعماري الحديث.
تكنولوجيا تخدم التاريخ
إصدار وكالة الفضاء المصرية لهذا الفيديو يُعد خطوة رمزية تعبّر عن التكامل بين الماضي والمستقبل، حيث يجتمع إرث آلاف السنين مع أحدث تقنيات الرصد الفضائي في عمل توثيقي واحد. ويُظهر المشروع كيف استطاعت مصر أن توظف التكنولوجيا الحديثة في خدمة التاريخ، وأن تروي قصة إنجازها الحضاري من منظور لم يره العالم من قبل — من الفضاء.
بهذا التوثيق البصري الاستثنائي، تؤكد مصر مرة أخرى قدرتها على صناعة التاريخ والحفاظ عليه في آنٍ واحد، بينما تستعد لاستقبال العالم في افتتاح المتحف المصري الكبير، بوصفه نافذة جديدة للحضارة المصرية نحو المستقبل.