العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير

  • تاريخ النشر: الخميس، 30 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
مصر تعلن افتتاح المتحف المصري الكبير في 1 نوفمبر
مصر تتجهز لموعد افتتاح المتحف المصري الكبير
العالم في ضيافة مصر الليلة: افتتاح المتحف المصري الكبير بحضور قادة العالم

تتجه أنظار العالم في الأشهر المقبلة نحو الجيزة، حيث تضع مصر اللمسات الأخيرة على مشروع يُعد الأضخم من نوعه في تاريخ المتاحف الأثرية: المتحف المصري الكبير. هذا الصرح الثقافي الهائل، الذي طال انتظاره، يُتوقع أن يعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في الشرق الأوسط، ويمنح الزائرين تجربة فريدة تربط بين الماضي العريق والتكنولوجيا الحديثة. ويُعد الافتتاح المرتقب حدثًا عالميًا، ليس فقط لأنه سيعرض أثمن كنوز الحضارة المصرية القديمة، بل لأنه يمثل نقلة نوعية في كيفية سرد التاريخ الإنساني بأسلوب مبتكر ومؤثر.

تحفة معمارية على أعتاب الأهرامات

يقع المتحف المصري الكبير على بُعد كيلومترات قليلة من أهرامات الجيزة، ما يجعله جزءًا من المشهد الأيقوني الذي يجمع بين أعظم رموز الحضارة المصرية. صُمم المبنى على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، ليكون واحدًا من أكبر المتاحف الأثرية في العالم. وقد أبدع المعماري الأيرلندي هينينغ لارسن في تصميمه الفريد الذي يدمج بين الخطوط الهندسية الحديثة والمفردات البصرية المستوحاة من الطراز الفرعوني، بحيث تتدرج الواجهات الحجرية نحو الأهرامات في انسجام بصري مدهش. كما يضم المتحف ساحة دخول ضخمة يتوسطها تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 11 مترًا، ويستقبل الزائرين منذ اللحظة الأولى كرمز للفخامة والهيبة المصرية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

أكبر عرض لمقتنيات الملك توت عنخ آمون

من أبرز ما يميز المتحف المصري الكبير هو تخصيصه جناحًا كاملًا للملك توت عنخ آمون، حيث سيتم عرض أكثر من 5000 قطعة أثرية تخص هذا الفرعون الذهبي الشهير، لتُعرض للمرة الأولى كاملة في مكان واحد. هذه المجموعة التي ظلت محط إعجاب العالم منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، ستُقدم في سيناريو عرض حديث يدمج بين الإضاءة الذكية والعروض الرقمية لشرح تفاصيل الحياة الملكية في عصر الدولة الحديثة. ولن تقتصر المعروضات على توت عنخ آمون فقط، بل سيضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية أخرى تمثل مختلف العصور المصرية القديمة، بعضها لم يُعرض من قبل في أي مكان. ومن المنتظر أن تتيح التقنيات الحديثة للزوار تجربة تفاعلية فريدة، تشمل استخدام الواقع الافتراضي والتصوير ثلاثي الأبعاد لتوضيح تفاصيل القطع الأثرية.

مركز عالمي للحضارة والتعليم والسياحة

لا يقتصر دور المتحف المصري الكبير على كونه موقعًا لعرض الآثار، بل يهدف أيضًا إلى أن يكون مركزًا عالميًا للبحث والتعليم والثقافة. فقد تم تجهيز مختبرات حديثة للترميم والأبحاث الأثرية، ومناطق تعليمية مخصصة للأطفال وورش عمل تفاعلية تتيح لهم فهم التاريخ بطريقة ممتعة. كما يحتوي المتحف على قاعات مؤتمرات، ومكتبة أثرية ضخمة، ومنطقة ترفيهية تطل على الأهرامات، ما يجعل منه وجهة متكاملة للسياحة الثقافية والترفيهية في آن واحد. ومن المتوقع أن يسهم المتحف في تنشيط الاقتصاد المصري عبر جذب ملايين الزوار سنويًا، وتعزيز مكانة مصر كعاصمة للثقافة والحضارة الإنسانية.

ومع اقتراب لحظة الافتتاح الرسمي، تترقب مصر والعالم حدثًا تاريخيًا طال الإعداد له، يفتح فصلًا جديدًا في رحلة الحفاظ على التراث الإنساني. فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى فخم يضم قطعًا أثرية، بل هو رسالة إلى العالم بأن مصر لا تزال حارسة التاريخ وموئل الحضارة، وأن ماضيها العظيم لا يزال ينبض بالحياة في حاضرها المزدهر.