بعد 14 عامًا.. إعادة افتتاح هذا المتحف الشهير في فرنسا

  • تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
إعادة افتتاح متحف علم الحيوان الشهير في لندن
إعادة افتتاح أول متحف للنقانق في ألمانيا
إعادة افتتاح سوق يونيون سكوير الشهير في مانهاتن

تنطلق مدينة بايون الساحرة في منطقة الباسك الفرنسية بحدث ثقافي بارز، وهو إعادة افتتاح متحف الفنون الجميلة بونات-هيلو (Musée Bonnat-Helleu) الذي يحمل لقب "اللوفر الصغير". بعد إغلاق استمر لأربعة عشر عاماً، مر خلالها المتحف بمراحل تجديد شاملة ومكلفة، عاد هذا الكنز الفني ليستقبل زواره في 27 نوفمبر، مقدماً مجموعة من روائع أساتذة الفن القدماء التي تنافس كبرى المتاحف الفرنسية. إن رحلة ترميم هذا المتحف الطويلة والمعقدة تعكس أهمية العناية بالمباني الثقافية التاريخية كعنايتنا بالقطع الفنية النفيسة داخلها، وتُعد العودة بمثابة احتفال بالتراث الفني الغني للمنطقة.

تحديات الترميم الطويلة وتجاوز العقبات اللوجستية

لم تكن عملية تجديد متحف بونات-هيلو مجرد صيانة روتينية؛ بل كانت عملية ترميم شاملة واجهت العديد من العقبات التي أدت إلى تأخر الافتتاح لمدة 14 عاماً. كانت التحديات الرئيسية تكمن في التقليل من التقديرات الأولية للتكلفة، حيث تضاعفت الميزانية المخطط لها، مرتفعة من 10 ملايين يورو لتصل إلى 35 مليون يورو. هذا الارتفاع المفاجئ في التكاليف شمل الحاجة إلى تمويل الأثاث الجديد، وتجهيزات الطرق المحيطة، والموارد التعليمية، فضلاً عن ظهور مشكلات لوجستية لم تُؤخذ في الحسبان، مثل خطر الفيضانات في الطابق السفلي القريب من نهر أدر. علاوة على ذلك، أثر التغيير المتسارع في فريق الإدارة، حيث تعاقب ثلاثة مديرين خلال ثلاث سنوات، على سير العمل. لم تبدأ الرؤية النهائية للمشروع في التشكل بوضوح إلا بعد انضمام المدير بارتليمي إتشغويان غلاما، الذي قاد المرحلة الأخيرة من العمليات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

إثراء المجموعة الفنية وتضاعف مساحات العرض

يُعد السبب الرئيسي وراء لقب "اللوفر الصغير" هو المجموعة الفنية الهائلة التي يمتلكها المتحف، والتي تشكلت بفضل أعمال تركها الفنانان ليون بونات وجان هيلو. يضم المتحف اليوم ثاني أهم مجموعة لفناني عصر النهضة والباروك في فرنسا، وتشمل نحو 7,000 عمل فني. من أبرز مقتنيات المتحف أعمال لفنانين عالميين كبار مثل رامبرانت وروبنز وغويا ومايكل أنجلو. ويتميز المتحف أيضاً بأنه يحتفظ بـ 2,500 قطعة فنية مُعارة لفترات طويلة من متحف اللوفر الباريسي نفسه، مما يرفع من قيمته الفنية. بالإضافة إلى اللوحات والتحف، يمتلك المتحف نحو 3,500 رسم، سيتم عرض 50 منها فقط في كل دورة، مع تبديلها كل ثلاثة أشهر لضمان الحفاظ على هذه الأعمال الحساسة، وتقديم محتوى متجدد للزوار.

تجربة متحفية متجددة وهوية باسكية معززة

بعد سنوات الترميم الطويلة، يطمح متحف بونات-هيلو إلى مضاعفة عدد زواره السنوي، مستهدفاً الوصول إلى ما بين 60 و80 ألف زائر. ولتحقيق ذلك، تم العمل على تقديم تجربة متحف "متجددة" وحدسية؛ حيث سيعتمد أسلوب العرض على الموضوعات الفنية والأفكار بدلاً من التسلسل الزمني الصارم، لتسهيل فهم الأعمال على الجمهور. من الناحية المعمارية، شمل الترميم الشامل استعادة جمال العناصر البارزة في المبنى، مثل أرضيات جياندومينيكو فاتشينا الفسيفسائية والسقف الزجاجي المُصمّم على شكل ماسة في الفناء الداخلي. كما شهدت مساحة المتحف تضاعفاً كبيراً بضم مبنى مدرسي مجاور، مما أضاف قاعات عرض جديدة، بالإضافة إلى مقهى ومساحات مكتبية متطورة. وسيُولي المتحف اهتماماً خاصاً بـ هويته الباسكية، من خلال المشاركة في الفعاليات المحلية وتسليط الضوء على الإرث الفني والثقافي للمنطقة.

في الختام، يمثل إعادة افتتاح متحف بونات-هيلو في بايون انتصاراً للتراث والثقافة على التحديات اللوجستية والمالية. لقد استثمرت فرنسا في هذا الصرح لتعيد إحياء "اللوفر الصغير"، مقدماً للزوار ليس فقط مجموعة فنية لا تُقدر بثمن، بل تجربة متحفية متطورة وحديثة. إن المتحف الآن جاهز لاستقبال عشاق الفن، مقدماً لهم رحلة متدفقة بين روائع الفن الأوروبي في مبنى يعد بحد ذاته قطعة فنية معمارية خالدة.