متاحف فرنسا تشهد حالة طوارىء عاجلة بعد سرقة متحف اللوفر

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 22 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
متحف اللوفر أبوظبي
أغرب خمس حقائق حول متحف اللوفر
كيف تستمتع بزيارة متحف اللوفر كالمحترفين؟

أعلنت السلطات الفرنسية، صباح الاثنين، حالة استنفار أمني شامل في متحف اللوفر وجميع المتاحف والمؤسسات الثقافية في البلاد، عقب عملية سرقة غير مسبوقة نُفّذت في وضح النهار داخل أروقة المتحف الأشهر عالميًا، أسفرت عن فقدان مجموعة من المجوهرات الملكية النادرة التي لا تُقدّر بثمن. وتشمل المقتنيات المسروقة تاجين وقلادتين وأقراطًا تعود إلى الملكات ماري أميلي، أوجيني، والإمبراطورة ماري لويز، وهي من أبرز رموز الحقبة الملكية الفرنسية.

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز، فقد اقتحم أربعة لصوص المتحف صباح الأحد، مستخدمين رافعة ضخمة لتحطيم نافذة في الطابق العلوي، قبل أن يستولوا على القطع الثمينة ويلوذوا بالفرار على متن دراجات نارية في عملية لم تستغرق أكثر من سبع دقائق فقط. وأكدت التحقيقات الأولية أن اللصوص لم يكونوا مسلحين، وأنهم نفذوا العملية باحترافية عالية تشير إلى تخطيط مسبق ودراسة دقيقة لممرات المتحف ونظام حراسته.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

في أعقاب الحادثة، أعلنت السلطات الفرنسية تشكيل لجنة تحقيق موسعة تحت إشراف وحدة متخصصة في الجرائم الكبرى تُعرف بكفاءتها العالية في ملاحقة السرقات الفنية. وتم إغلاق متحف اللوفر مؤقتًا أمام الزوار، فيما تجمّع صباح الإثنين مئات الأشخاص أمام بواباته لالتقاط صور للنافذة المحطمة التي أصبحت رمزًا للحادث، ووصف العديد من الزوار الواقعة بأنها “سرقة القرن”. وقال أحدهم، ويدعى فيكتور سافاجو: “مررت من هنا فقط لأوثّق هذه اللحظة غير المشرّفة لفرنسا، لم أصدق أن هذا يمكن أن يحدث في اللوفر”.

وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان عبّر عن غضبه مما حدث، معتبرًا الواقعة “فشلًا واضحًا للنظام الأمني في أحد أكثر المواقع حساسية في البلاد”، وقال في تصريح إذاعي: “لقد تمكن أحدهم من وضع رافعة في قلب باريس، ثم صعد إلى المتحف وسرق مجوهرات ملكية خلال دقائق، ما أعطى صورة مؤسفة عن فرنسا”. وأكد أن التحقيقات جارية بالتنسيق مع الشرطة الدولية (الإنتربول) تحسبًا لمحاولة تهريب القطع إلى خارج البلاد.

من جانبها، أعلنت وزيرة الثقافة رشيدة داتي عقد اجتماع طارئ مع وزير الداخلية لبحث أوجه القصور الأمنية واتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الحماية في المتاحف والمعارض الوطنية. وقالت في بيان رسمي: “لفترة طويلة ركزنا على أمن الزوار وتجاهلنا أمن الأعمال الفنية، والآن يجب تسريع عملية تحديث أنظمة الحماية وإعادة تقييم معايير الأمان في المتاحف كافة”. وأضافت أن ثماني قطع أثرية سُرقت من قاعة المجوهرات الملكية، بينها تاج وأقراط تعودان للملكتين ماري أميلي وهورتنس من القرن التاسع عشر، بينما عُثر على تاج الإمبراطورة أوجيني ملقىً خارج أسوار المتحف، يُرجح أن اللصوص أسقطوه أثناء فرارهم.

وفي تعليق من منظمة "آرت ريكفري إنترناشونال" المتخصصة في تعقب واستعادة الأعمال المسروقة، قال مؤسسها كريستوفر مارينيليو إن الحادثة تكشف “هشاشة أنظمة الأمن حتى في أكثر المؤسسات الثقافية تمويلاً”. وأضاف: “إذا كان متحف اللوفر — الذي يعد من أغنى المتاحف في العالم — يمكن أن يتعرض لسرقة بهذه الجرأة، فهذا يعني أن كل المتاحف الأخرى في خطر”.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن قيمة القطع المسروقة تتجاوز عشرات الملايين من اليوروهات، نظرًا لندرتها وقيمتها التاريخية والفنية. وبينما تتواصل التحقيقات وتنتشر الدوريات الأمنية حول المتاحف الفرنسية كافة، تبقى سرقة اللوفر صفعة قاسية للمنظومة الثقافية الفرنسية، ورسالة تحذير عالمية بأن حماية التراث الفني باتت تواجه تحديات متزايدة أمام جرأة العصابات المنظمة وتطور أساليبها.