التفاصيل الكاملة لاختفاء إسورة ذهبية بالمتحف المصري
أثار اختفاء إسورة ذهبية ملكية نادرة من المتحف المصري بالتحرير حالة واسعة من الجدل والدهشة في الأوساط الثقافية والأثرية خلال الأيام الماضية، بعدما تبيّن أن القطعة المفقودة تعود لأحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين، وهي من أندر المقتنيات التي تمثل جانبًا مهمًا من التراث المصري القديم.
الحادثة بدأت عندما لاحظ القائمون على تجهيز القطع الأثرية لمعرض "كنوز الفراعنة" في العاصمة الإيطالية روما غياب الإسورة من معمل الترميم بالمتحف، وهو ما دفع وزارة السياحة والآثار إلى التحرك الفوري. الوزارة أعلنت أنها أحالت الواقعة إلى الجهات الشرطية والنيابة العامة، مع اتخاذ جميع الإجراءات القانونية العاجلة، بجانب تشكيل لجنة متخصصة لمراجعة وحصر كافة المقتنيات داخل معمل الترميم والتأكد من سلامتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي تطور جديد، كشفت وزارة الداخلية، في بيان رسمي لها أنها تلقت بلاغًا من وكيل المتحف المصري وأخصائي ترميم بشأن اكتشاف اختفاء الإسورة. وأوضحت أن التحريات أسفرت عن أن مرتكبة الواقعة أخصائية ترميم بالمتحف المصري، تمكنت من سرقة القطعة أثناء تواجدها في العمل بأسلوب المغافلة. وأضاف البيان أن المتهمة تواصلت مع أحد معارفها، وهو صاحب محل فضيات، الذي باعها لمالك ورشة ذهب بالصاغة مقابل 180 ألف جنيه، قبل أن يعيد الأخير بيعها لعامل بمسبك ذهب مقابل 194 ألف جنيه، حيث جرى صهرها ضمن مصوغات أخرى لإعادة تشكيلها.
القطعة المفقودة كانت تستعد للسفر ضمن 130 قطعة أثرية نادرة ستُعرض في روما ابتداءً من 24 أكتوبر المقبل وحتى 3 مايو من العام المقبل، حيث يهدف المعرض إلى إبراز ملامح الحضارة المصرية القديمة وتسليط الضوء على إنجازات الفراعنة. غير أن ضياع هذه الإسورة، التي لا تُعتبر مجرد قطعة ذهبية بل رمزًا ملكيًا يعكس مكانة الأسرة الحادية والعشرين، ألقى بظلاله على الاستعدادات وأثار تساؤلات حول إجراءات التأمين والحفاظ على التراث المصري.
ويُنظر إلى الواقعة باعتبارها قضية تمس الهوية الثقافية لمصر وسمعتها الدولية في مجال حماية آثارها، خاصة وأن السياحة تمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني وتعتمد بشكل أساسي على الثقة في قدرة الدولة على حماية كنوزها الأثرية. فالمتحف المصري بالتحرير يُعد واجهة عالمية للسياحة الثقافية، ويستقبل آلاف الزوار يوميًا من مختلف الجنسيات، ممن يأتون خصيصًا لاكتشاف روائع الحضارة الفرعونية التي لا نظير لها في العالم.
ورغم أن مصر تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تعزيز حضورها السياحي عبر افتتاح المتاحف الجديدة وإقامة المعارض العالمية التي تبرز مكانة آثارها، إلا أن مثل هذه الحوادث تلقي بظلالها على الصورة الذهنية أمام الرأي العام العالمي، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مستوى التأمين والإجراءات المتبعة للحفاظ على المقتنيات التاريخية. وفي الوقت نفسه، يراهن خبراء السياحة على أن سرعة كشف ملابسات القضية وتقديم المسؤولين عنها للعدالة سيعيد الثقة مجددًا، بل قد يُبرز جدية الدولة في مواجهة أي محاولات للنيل من تراثها.