آثار قوم لوط

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 يوليو 2020 آخر تحديث: الإثنين، 31 أكتوبر 2022

تضم الأردن الكثير من الآثار والمزارات الإسلامية منها آثار قوم لوط بالقرب من منطقة البحر الميت حيث إنها تعد من أقدم المناطق الأثرية في الأردن لذلك حرصت الأردن على إقامة المتحف عام 1996 يجمع آثار قوم لوط ويحكي قصة قوم النبي لوط -عليه السلام-. سنتعرف في هذه المقالة إلى آثار قوم لوط في منطقة البحر الميت.

قصة قوم لوط:

آثار قوم لوط

غادر النبي إبراهيم -عليه السلام- مصر برفقة ابن أخيه النبي لوط -عليه السلام- ليذهب الأخير إلى مدينة سدوم على الشاطئ الغربي للبحر الميت التي كانت موطن للعديد من الخطايا حيث قام سكانها بسرقة وقتل المسافرين وممارسة المثليين هو أن الرجال يعاشروا الرجال الآخرين بدلاً من النساء بعلانية دون خوف أو خجل من الله أي أنهم يخالفون الفطرة البشرية السليمة التي وهبهم الله لهم وأصبح هذا الفعل يُعرف فيما بعد باللواط. أمر الله تعالى نبيه لوط -عليه السلام- بأن يدعو قومه إلى الهداية والتمسك بالأخلاق الحميدة والتخلي عن الأخلاق السيئة لكن قومه لم يعيروا له اهتمام واستمروا في أفعالهم الفاحشة ولم يستجب أحدٌ لدعوته باستثناء أفراد عائلته آمنوا به إلا زوجته لم تؤمن به مثل زوجة نوح -عليه السلام- التي هي الأخرى كفرت برسالة زوجها، واستمر لوط -عليه السلام- يدعو قومه مراراً وتكراراً لعدة سنين وقد غمره اليأس ودعا ربه بأن ينصره على قومه فاستجاب الله تعالى له بأن أرسل ملائكته على هيئة رجال ذو جمال ملفت ذهبوا إلى بيت لوط -عليه السلام- لكن لوط تردد في ضيافته لهم خوفاً عليهم من قومه لذلك طلب منهم الانتظار حتى حلول الليل حتى لا يشعر بهم أحد، ومع ذلك رأتهم زوجته فخرجت من المنزل بهدوء وأخبرت قومه بما رأته من ضيوف لوط وانتشر الخبر في أرجاء المدينة وجاء قومه يهرعون إليه، وناشدهم لوط بأن يتركوا ضيوفه بمفردهم ويخافوا من عذاب الله وحثهم للسعي للرضا الجنسي مع زوجتهم لكنهم لم يأبهوا لكلامه واندفعوا أكثر بعد كسرهم للباب مما تمنى لوط لو كانت لديه القوة لدفعهم بعيداً عن ضيوفه، ولكن الضيوف هدأوا من روعه بأن قالوا " قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ" وفي تلك اللحظة شعر قوم لوط بالهلع وخرجوا من منزل لوط بسرعة، وقد أخبرت الملائكة النبي لوط -عليه السلام- بما أمره الله تعالى أن يفعل: " فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ".

قضى  الله تعالى أن يهلك قوم لوط الصبح لكن النبي لوط استبطأ ذلك الأمر إذ قال أهلكوهم الساعة! فقال له جبريل عليه السلام  "إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب" فأمره أن يسري بأهله بقطع من الليل ولا يلتفت منهم أحد إلا امرأته  فإنها التفتت إلى قومها، فسار هو بأهله فلما حانت ساعة هلاكهم أدخل جبريل جناحه فرفعها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب فجعل عاليها أسفلها وأمطر عليها حجارة من سجيل مسومة، وقد سمعت زوجة لوط الصياح فقالت: واقوماه! فأددركها حجر من سجيل مسوم فقتلها.

اكتشاف آثار قوم لوط:

آثار قوم لوط

اكتشف العلماء بعض من آثار قوم لوط منها كهف النبي لوط -عليه السلام- في منطقة البحر الميت الذي عاش فيه مع أهله بعد خروجهم من مدينة سدوم وهلاكها بسبب عذاب الله تعالى لأهلها لكفرهم وأخلاقهم السيئة، ويمكن العثور على قبر النبي لوط -عليه السلام- في بني نعيم وهي مدينة فلسطينية تقع جنوب الخليل في الضفة الغربية، واكتشفوا العلماء بوجود دير وكنيسة عتيقة أرضياتها مرصوفة بقطع الفسيفساء تعلوها رسومات حيوانية ونباتية وأشكال هندسية بالخط اليوناني الذي كان سائداً في تلك الفترة داخل كهف النبي لوط -عليه السلام- كما يوجد أيضاً مكان التعميد للمسيحيين في ساحة الكهف. وعثر علماء الآثار على بقايا قرية سدوم وقرية عمورة حسب تطابق الوصف المذكور في الكتب السماوية لمدينة قوم لوط التي يعود تاريخها إلى ما بين 3500 و1540 سنة قبل الميلاد، وتشير مجمل الدلائل إلى أن سدوم وعمورة كانتا مملكتين تقعان على ضفاف البحر الميت وكانتا تتمتعان بالماء العذب والخضرة بالإضافة إلى أنهما كانتا محصنتان بأبراج طويلة يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار  وجدران سميكة يصل سمكها إلى 5.2 متر. أشار فيليب سيلفيا عالم الآثار من جامعة ترينيتي ساوث ويست إلى أن استخدام تقنية التأريخ بالكربون المشع تشير إلى أن انفجاراً هائلاً ناجماً عن نيزك ضخم قد انفجر إلى قطع نارية ودمر على الفور مدينتي سدوم وعمورة على الفور التي كانت تقع في سهل دائري طوله 25 كيلومتراً على ضفاف البحر الميت نهاية العصر البرونزي. يوجد أيضاً عمود الملح المجفف الذي يُعتقد بأنه بقايا زوجة لوط التي لم تؤمن به وعصت أوامر ربها الذي أمرها بعدم النظر خلفها إلى قومها عندما حل العذاب فأهلكت مع قومها.

موقع آثار قوم لوط:

آثار قوم لوط

تظهر الدراسات الأثرية موقع آثار قوم لوط يكون في منطقة البحر الميت التي تمتد على طول الحدود الأردنية الفلسطينية، وحسب كتب العبرية والعهد القديم بأن مدينة سدوم وعمورة هي مدينة التي عاش فيها النبي لوط -عليه السلام- مع قومه، ومن المحتمل أن تقع سدوم وعمورة تحت أو بالقرب من المياه الضحلة في وسط البحر الميت ويفترض أنها دُمرت حوالي 1900 قبل الميلاد.

ما يزال علماء الدين غير متأكدين بشأن ما إذا كانت منطقة البحر الميت تجمع آثار قوم لوط وحكم السياحة فيها كما يعمل علماء الآثار على اكتشاف المزيد من آثار قوم لوط ومحاولة ربط التاريخ بشكل صحيح بعيداً عن اشكاليات في قصة قوم لوط من كتب سفر التكوين والكتب السماوية.

المصادر:

[1] مقال "قصة قوم لوط" منشور من قبل على Sunnah Online

[2] مقال "تفسير سورة هود" منشور من قبل على Quran KSU.

[3] مقال "سدوم وعمورة" منشور من قبل على Britannica.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم