أسواق البحرين التراثية والتجارية التي لا تفوّت

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
أسواق البحرين التراثية والتجارية التي لا تفوّت

تعتبر زيارة أسواق البحرين تجربة ثقافية واجتماعية تتجاوز فكرة التسوق التقليدي، إذ تمنح الزائر فرصة لاكتشاف التراث المحلي، والتعرف على الحرف اليدوية، وتذوق المأكولات الشعبية، والانغماس في أجواء الضيافة الخليجية الأصيلة. تجمع هذه الأسواق بين التاريخ والحداثة، وتوفر خيارات واسعة للمتسوقين من سكان المملكة والسياح على حد سواء. تنتشر الأسواق في مناطق مختلفة مثل المنامة والمحرق وديار المحرق، وتتنوع بين الأسواق التقليدية العريقة والأسواق الحديثة ذات الطابع العربي الأصيل، ما يجعل استكشافها جزءًا أساسيًا من أي رحلة إلى البحرين. وفيما يلي جولة مفصلة حول أبرز هذه الوجهات التي تستحق الزيارة لما تمتاز به من تنوع وثراء ثقافي وتجاري.

سوق القيصرية وسوق الذهب

يُعد سوق القيصرية من أقدم الأسواق في البحرين، ويقع في قلب المحرق التاريخية ضمن منطقة مُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. يعكس السوق تاريخ تجارة اللؤلؤ التي اشتهرت بها المملكة، حيث يمكن للزوار التجول بين متاجره الصغيرة التي تعرض الحرف اليدوية والمجوهرات التقليدية والتوابل والأقمشة. كما تم ترميم السوق للحفاظ على هويته المعمارية، ما يجعله وجهة ثقافية بامتياز. أما سوق الذهب أو ما يعرف بـ"سيتي الذهب البحرين"، فيقع في وسط المنامة ويُعد من أهم مراكز تجارة الذهب والمجوهرات في الخليج. يضم السوق متاجر تعرض تصميمات محلية وعالمية بمستويات جودة مختلفة، مما يجعله مقصدًا للراغبين في شراء الهدايا والمقتنيات الفاخرة بأسعار تنافسية.

سوق المنامة وسوق المحرق

يُعتبر سوق المنامة من أكثر الأسواق حيوية وشعبية في المملكة، حيث يمتد في الأزقة والشوارع المتفرعة وسط العاصمة، ويضم محلات متنوعة تبيع الملابس، والعطور، والتوابل، والأدوات المنزلية، والمنتجات التراثية. ويُعرف السوق بأجوائه النابضة بالحياة وتنوع زواره من جنسيات مختلفة. يمكن للمتجول فيه أن يعيش تجربة التسوق التقليدية ويتذوق المأكولات الشعبية مثل الهريس واللقيمات. وعلى الجانب الآخر، يُعد سوق المحرق وجهة مميزة لعشاق التراث، إذ يحتضن محلات قديمة تبيع الحلويات البحرينية التقليدية مثل الحلوى المحرقية، إضافة إلى العبايات والأقمشة والعطور العربية. ويتميز السوق بطابعه الشعبي وأزقته الضيقة التي تحافظ على روح المكان وتاريخ العائلات التي مارست التجارة فيه لعقود طويلة.

سوق البراحة وسوق واقف

من الأسواق الحديثة ذات الطابع التقليدي، يأتي سوق البراحة في ديار المحرق، والذي صُمم ليحاكي روح الأسواق القديمة بأسلوب معماري عصري. يضم السوق محلات للحرف اليدوية والمنتجات المحلية والمقاهي والمطاعم، ما يجعله مكانًا مناسبًا للعائلات والزوار الباحثين عن تجربة تسوق مريحة. إضافة إلى ذلك، يُعد سوق واقف أحد الأسواق التي تحتفظ بالملامح الشعبية، حيث يوفر خيارات واسعة من المنتجات الغذائية والملابس التقليدية والأواني والتحف. ويُعرف بأجوائه الاجتماعية وتجمعاته اليومية للسكان المحليين والزوار، مما يمنحه طابعًا حيًا يعبّر عن الحياة اليومية البحرينية.

في المجمل، تمثل أسواق البحرين مزيجًا غنيًا من الثقافة والتجارة والتراث، وتوفر للزائر فرصة للتفاعل مع تاريخ الجزيرة والتعرف على منتجاتها الأصيلة. سواء كنت تبحث عن الذهب واللؤلؤ، أو الحرف اليدوية، أو الأطعمة الشعبية، أو مجرد نزهة في أجواء تراثية نابضة بالحياة، ستجد في هذه الأسواق ما يلبي شغفك ويضيف لرحلتك بعدًا خاصًا. إن استكشاف هذه الوجهات لا يمنحك فرصة للتسوق فحسب، بل يأخذك في رحلة عبر الزمن تعكس روح المجتمع البحريني وكرم ضيافته وتنوعه الثقافي.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم