توقيع اتفاقية إعفاء المواطنين من شينغن اليـــــــــوم في بروكسل

  • بواسطة: البيان تاريخ النشر: الأربعاء، 06 مايو 2015
توقيع اتفاقية إعفاء المواطنين من شينغن اليـــــــــوم في بروكسل

تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم، عند الساعة الخامسة عصراً بتوقيت الإمارات، احتفالية خاصة لتوقيع اتفاقية إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة «الشينغن» بين الإمارات والاتحاد الأوروبي، والتي تسمح للمواطنين بعبور 34 دولة أوروبية من بينها 26 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة «الشينغن».

ويقوم بالتوقيع نيابة عن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، السفير سليمان المزروعي، سفير الدولة في بلجيكا رئيس بعثة الإمارات في الاتحاد الأوروبي، كما يوقع نيابة عن الاتحاد الأوروبي مفوض جمهورية لاتفيا التي تترأس الاتحاد حالياً.

ومن المقرر أن يدخل قرار إعفاء المواطنين من تأشيرة «الشينغن» الذي تمت الموافقة عليه من قبل البرلمان الأوروبي يوم 26 فبراير 2014 بأغلبية 523 عضواً صوتوا لصالح القرار من أصل 577 عضواً، حيز التنفيذ رسمياً بمجرد توقيع الاتفاقيات.

وكانت اللجنة الفنية الإماراتية ونظيرتها الأوروبية المعنية ببحث الأمور الفنية والتقنية المتعلقة بقرار الإعفاء، قد بذلت جهوداً حثيثة ومضنية خلال العامين الماضيين لوضع الإجراءات والقواعد الفنية والتقنية لدخول مواطني الدولة إلى دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى 8 دول أوروبية أخرى من دون تأشيرة «الشينغن».

فيما بذلت وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية في أوروبا، جهوداً كبيرة ومباحثات معقدة خلال السنوات الثلاث الماضية لاستصدار قرار من المفوضية الأوروبية لإعفاء مواطني الدولة من تأشيرة «الشينغن»، ساعدها على ذلك ما حققته الدولة من مكاسب على صعيد الانفتاح الواسع على دول العالم، والذي أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية مع معظم الدول في مختلف قارات العالم.

ويعكس هذا الإنجاز التاريخي الصورة الذهنية التي تكونت لدى دول العالم عن دولة الإمارات وسياستها الخارجية، والتي تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها صورة ناصعة البياض اكتسبت احترام وتقدير وثقة دول العالم، فمنذ أربعة عقود من الزمن اتسمت سياسة الدولة الخارجية بالحكمة والاعتدال وارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على التزامها بميثاق الأمم المتحدة واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة.

كما يؤكد القرار أن دعم القيادة الحكيمة لدولة الإمارات وتوجهاتها الرشيدة للمواطن وتمكينه وتوفير كل أسباب الحياة الكريمة والرفاهية له ولأسرته، لم يقتصر في تحقيق ذلك داخل الدولة بل سعت إلى تحقيق هذه القيم للمواطن حتى وهو خارج بلاده، وليس أدل على ذلك من إصرار وزارة الخارجية على إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة الشينغن لدخول دول الاتحاد الأوروبي كأول دولة تحقق هذا الإنجاز في قارتي آسيا وإفريقيا.

مبادرة ألمانية

في فبراير من عام 2013 بادرت جمهورية ألمانيا الاتحادية بقرار مقترح بشأن إعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة «الشينغن» لدى المفوضية الأوروبية، باعتبار الإمارات شريكاً مهماً لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

اللجنة الأمنية

وقبل نهاية عام 2013 وبالتحديد في منتصف ديسمبر وافقت اللجنة الأمنية والسياسية في الاتحاد الأوروبي بشكل نهائي على إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة الشينغن الخاصة بالدخول عند الوصول إلى مختلف نقاط الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، حيث مثلت الموافقة الأمنية الإجراء القانوني الأخير قبل الاعتماد الشكلي للإجراء من قبل البرلمان الأوروبي الذي صادق عليه فيما بعد بأغلبية ساحقة.

وأكد سليمان حامد سالم المزروعي، رئيس بعثة الدولة لدى الاتحاد الأوروبي سفير الدولة لدى المملكة البلجيكية، أن هذا الإنجاز يأتي ثمرة للجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الخارجية خلال الفترة الماضية، بتوجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية.

وفي شهر مايو 2013 صرح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بأن التوصل إلى قرار حول إعفاء المواطنين من الحصول المسبق على تأشيرة «شينغن» لدخول دول الاتحاد الأوروبي، سيكون في غضون الشهور الـ‬12 المقبلة، ولم تمض سوى 8 أشهر على هذا التصريح ليصوت البرلمان الأوروبي في جلسة تاريخية في ستراسبورغ الفرنسية لصالح القرار وبأغلبية ساحقة بلغت 523 صوتاً من أصل 577 عضواً في البرلمان الأوروبي.

من جانبه، أعرب الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن سعادته بقرار البرلمان الأوروبي، وقال من ستراسبورغ، مقر البرلمان الأوروبي، في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، عقب إعلان نتائج التصويت مباشرة: «أبارك التصويت بإعفاء الإمارات من تأشيرة شينغن»، مضيفاً أنه «إنجاز آخر لوطني ليكون البلد العربي الأول المتأهل للإعفاء».

وأكد الدكتور أنور قرقاش، أن قرار إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة شينغن بأغلبية ساحقة، «يعكس موقع الدولة المتقدم لدى العالم، مضيفاً أن هذا القرار التاريخي يحرر مواطنينا من التأشيرة، ونحن الآن تجاوزنا المرحلة النهائية، وتبقى أمامنا فقط الترتيبات التقنية، وبلا شك هذا اليوم يكلل عمل وجهد سنتين، وأنا شخصياً سعيد، وفريق العمل أيضاً كله سعيد»، وأشاد بالدور المميز الذي قام به سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، طوال فترات إعداد الاقتراح، وحشد الدعم السياسي له أوروبياً.

كما أعربت ماريا غابريال، عضو البرلمان الأوروبي والعضو في لجنة الحريات المدنية والعدل والشؤون الداخلية الأوروبية، عن سعادتها البالغة بإقرار البرلمان الأوروبي القرار المقترح، المقدم له من اللجنة، بشأن إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة شينغن لدخول الاتحاد الأوروبي.

وأكدت البرلمانية الأوروبية عن بلغاريا، أنه بعد التصويت الساحق سيدخل القرار المرحلة التقنية إثر تجاوز مرحلة التشريع، وقالت: «الكرة الآن أصبحت في الملعبين التقنيين الإماراتي والأوروبي، حيث سيكون على الخبراء الإماراتيين ونظرائهم في المفوضية الأوروبية، وضع الترتيبات التقنية الضرورية لإدخال القرار حيز التنفيذ في أسرع وقت ممكن، خصوصاً أن مجلس الوزراء والبرلمان الأوروبيين أعطيا ضوءاً أخضر لإعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة شينغن».

وقد تلقى وفد الإمارات الذي ترأسه وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، التهاني من رؤساء الفرق البرلمانية الأوروبية، وأعضاء لجنة الحريات والعدالة والشؤون الداخلية، الجهة التي تولت الإشراف على مشروع القرار طوال عامين.

وأطلقت وزارة الخارجية حملة توعوية بخصوص قرب تطبيق قرار إعفاء الإمارات من الشينغن تستمر شهراً كاملاً، لتوعية المواطنين بإجراءات السفر اللازمة، وذلك قبل الإعلان الرسمي عن بدء تفعيل القرار الذي سيتم الإعلان عنه خلال شهر مايو الجاري.


توقيع اتفاقية إعفاء المواطنين من شينغن اليـــــــــوم في بروكسل

شروط مدة البقاء

وأكدت وزارة الخارجية أن شروط مدة البقاء بعد إلغاء تأشيرة شينغن، هي ستة أشهر كل عام، مع مدة بقاء أقصاها 90 يوماً متواصلة أو متقطعة، فيجب على المواطن عدم البقاء أكثر من 90 يوماً في دول الشينغن، وفي حال رغبته في التجديد، ينبغي عليه قضاء فترة مدتها 90 يوماً خارج هذه الدولة، مشيرة إلى أنه يمكن تمديد فترات البقاء للحالات الطارئة مثل (العلاج) عن طريق التنسيق مع بعثة الدولة في بلد المقر.

وتوفر الحملة التي ستطلق في وسائل الإعلام المحلية الرسمية وحسابات التواصل الاجتماعي الرسمية لوزارة الخارجية النصائح والإرشادات التي يحتاج إليها مواطنو الدولة المسافرين إلى منطقة دول الشينغن، والتي تجنبهم العديد من الصعوبات في الخارج.

وأكدت أن ذلك يأتي في إطار حرص وزارة الخارجية تجاه المواطن، وتأكيداً لدورها في تسهيل سفره وإقامته وحمايته من أي معوقات قد تعترضه خارج الدولة.

34 دولة أوروبية

وأشارت الخارجية إلى أن قائمة الدول التي ستعفي مواطني دولة الإمارات من تأشيرة الدخول المسبقة تضم 34 دولة أوروبية وتشمل: «النمسا بلجيكا الدانمارك السويد مالطا إستونيا فنلندا فرنسا ألمانيا بولندا ليتوانيا لاتفيا اليونان أيسلندا إيطاليا سلوفاكيا التشيك سويسرا لوكسمبورج هولندا المجر سلوفينيا كرواتيا بلغاريا رومانيا ليختنشتاين قبرص النرويج البرتغال إسبانيا الفاتيكان أندورا - سان مارينو وموناكو».

ودعت وزارة الخارجية مواطني الدولة المسافرين إلى دول شينغن إلى ضرورة الاطلاع على نصائح وإرشادات السفر الموجودة على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية، وذلك بالدخول على أيقونة «إرشادات ونصائح السفر».

تواصل مباشر

كما خصصت الوزارة عبر حسابها الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«انستغرام»، تواصلاً مباشراً مع الجمهور للرد على استفساراتهم ونشر تغريدات بأهم الإرشادات والنصائح الخاصة بالسفر إلى هذه الدول.

ودعت الوزارة المواطنين المسافرين إلى دول منطقة الشينغن بعد الإعلان الرسمي عن بدء الإعفاء، إلى ضرورة التعاون مع الجهات الرسمية عند الوصول إلى مطار البلد المضيف والإفصاح عن بعض المعلومات الشخصية المهمة إن طلبت مثل مدة الإقامة مقر الإقامة تذكرة السفر تاريخ العودة والمبلغ المالي المحمول خلال وجودكم في البلد المضيف.

وأعرب راشد الظاهري، مدير إدارة شؤون المواطنين في وزارة الخارجية، عن فخره بهذا الإنجاز الذي تضافرت فيه جهود الوزارة وبعثات الدولة في الخارج والجهات المعنية في الدولة، مشيراً إلى أن هذا الإعفاء ينطبق فقط على مواطني دولة الإمارات، لذلك في حالة وجود مرافقين من غير دولة الإمارات عليهم اتباع الإجراءات الاعتيادية للحصول على تأشيرة «الشينغن».

وأضاف أنه على المواطنين المسافرين بغرض العلاج ضرورة التنسيق مع بعثة الدولة لدى بلد العلاج في حال تجاوزت فترة العلاج الفترة المحددة للإقامة.

وأكد أهمية اتباع مواطني الدولة لنصائح وإرشادات وزارة الخارجية الخاصة بالسفر مثل احترام القوانين العامة في البلد المضيف وتمثيل الدولة بصورة مشرفة.

ودعا إلى ضرورة التعاون مع الجهات الرسمية عند الوصول إلى مطار البلد المضيف، والإفصاح عن بعض المعلومات الشخصية المهمة إن طلبت مثل مدة الإقامة ومقر الإقامة وتذكرة السفر وتاريخ العودة، والمبلغ المالي المحمول خلال الوجود في البلد المضيف.

خدمة «تواجدي»

حثت وزارة الخارجية المواطنين على ضرورة التسجيل في خدمة «تواجدي»، والتي تمكن الوزارة من التواصل معهم في حالات الطوارئ والأزمات أثناء سفرهم ووجودهم خارج الدولة، وذلك من خلال موقع وزارة الخارجية www.mofa.gov.ae أو التطبيق الذكي UAEMOFA مع ضرورة الاحتفاظ بأرقام بعثة الدولة لدى بلد المقر.

ونوهت الوزارة إلى أن مواطني الدولة بإمكانهم التواصل على الرقم الخاص بالدول التي لا يوجد فيها تمثيل دبلوماسي لدولة الإمارات، وذلك تقديم المساعدة في الحالات الطارئة وهو «600599991 - 00971».

فضل وبركة المؤسس الشيخ زايد

قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن تصويت البرلمان الأوروبي على إعفاء المواطنين الإماراتيين من تأشيرة «الشينغن» يأتي بفضل وبركة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما يعكس الرعاية التي تحظى بها الإمارات ومواطنوها من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

وأكد سموه في مقابلة هاتفية من العاصمة الكورية سيؤول مع نشرة «علوم الدار» عبر قنوات أبوظبي للإعلام في وقت سابق، أن هذا الإنجاز إنما يشكل اعترافاً من البرلمان الأوروبي بمكانة الإمارات، مشيداً سموه بسلوك المواطن الإماراتي الحضاري في الدول الأوروبية، لافتاً إلى أن هذا الأمر لعب دوراً في الحصول على هذا الاعتراف.

مبادرة ألمانية لدى المفوضية الأوروبية

تقدم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في 22 فبراير 2013 بالشكر لحكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية على مبادرتها لدى المفوضية الأوروبية بطلب إعفاء مواطني الإمارات من تأشيرة «الشينغن»، وخص بالشكر معالي وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيلله، ومعالي وزير الداخلية الألماني هانس بيتر فريدريش، على جهودهما بهذا الخصوص. وثمن سمو الشيخ عبدالله بن زايد، هذه الخطوة المهمة التي من شأنها أن تسهل على مواطني الإمارات السفر إلى دول «الشينغن»، كما أنها ستعود بالمنفعة المشتركة على كل الأطراف في المجالات الاقتصادية والتجارية والصحية والسياحية والثقافية، وستعزز علاقات الصداقة بين الإمارات ودول الشينغن.

حيث تعد الإمارات العربية المتحدة شريكاً مهماً لكل دول الاتحاد الأوروبي. وعما إذا كان هذا الإنجاز يجسد مقولة «أسعد شعب»، أشار سموه إلى أن السعادة تتحقق فقط بالعمل الدؤوب قائلاً: «علينا أن نفكر كيف يمكن أن يكون الوطن في مكانة أفضل وكيف يشعر المواطن بسعادة أكبر فهذا ما يمكن أن يميزنا عن الآخرين».


المصدر

تم نشر هذا المقال مسبقاً على القيادي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا