دبي: إعادة افتتاح أكبر نافورة راقصة في العالم

تستعد نافورة دبي الشهيرة للعودة إلى الأضواء مجددًا بعد توقف استمر خمسة أشهر، لتستأنف عروضها ابتداءً من الأول من أكتوبر وسط ترقب واسع من السكان والزوار. هذا المعلم السياحي الفريد، الواقع عند سفح برج خليفة بالقرب من دبي مول، يُعد من أبرز الوجهات في المدينة لما يقدمه من عروض مياه وضوء وموسيقى تخطف الأنفاس. ومع اكتمال المرحلة الأولى من أعمال التجديد، يعود الحدث بحلة عصرية تشمل تحسينات جمالية وفنية وأداءً أكثر تميزًا. الحماس الذي رافق الإعلان لم يكن محليًا فقط بل عالميًا، إذ تابع كثيرون الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي ونسّقوا زياراتهم خصيصًا لمواكبة إعادة الافتتاح.

عروض يومية بعد الظهر بجدول جديد

أعلنت شركة إعمار عن جدول عروض جديد يهدف إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الزوار للاستمتاع بالنافورة خلال ساعات النهار. اعتبارًا من الأول من أكتوبر، سيتم تقديم عرضين متتاليين بعد الظهر أيام الأسبوع: الأول في تمام الساعة الواحدة، والثاني عند الواحدة والنصف ظهرًا. أما أيام الجمعة، فسيُقدّم العرض الثاني عند الثانية والنصف ظهرًا بدلًا من الواحدة والنصف، مراعاةً لاختلاف مواعيد اليوم. هذا التوسّع في توقيت العروض النهارية يضيف بعدًا جديدًا لتجربة الزائر، إذ يمكن للمتسوقين ورواد المقاهي والمطاعم المحيطة مشاهدة العروض في أوقات أكثر تنوعًا وراحة.

أمسيات مبهرة بإيقاع نصف ساعة

أما العروض المسائية، والتي تحظى دائمًا بشعبية كبيرة، فستمتد من الساعة السادسة مساءً وحتى الحادية عشرة ليلاً، بمعدل عرض كل ثلاثين دقيقة. هذا يعني أن الزوار سيتمكنون من مشاهدة أكثر من عرض خلال الزيارة الواحدة، والاستمتاع بتنوع الموسيقى التي تتراوح بين النغمات العربية والعالمية والأنغام الكلاسيكية العصرية. الإضاءة المتزامنة مع حركات المياه تضيف لمسة درامية تحوّل ساحة برج خليفة إلى مسرح مفتوح تنبض فيه الحياة كل نصف ساعة. ومع تحديثات الأداء الأخيرة، يُتوقع أن تكون التجربة أكثر سلاسة وجاذبية، سواء لأول مرة أو للزوار المتكررين.

تجديدات تعزز الأداء والجمال

المرحلة الأولى من التجديدات، التي انتهت قبل الإعلان عن استئناف العروض، ركزت على تحسينات أساسية لضمان استدامة الأداء وتأمين أعلى معايير الجودة. شملت الأعمال تركيب بلاط جديد يمنح النافورة مظهرًا أكثر إشراقًا ويعزز سلامة الهيكل تحت الماء، إضافة إلى تحسين نظام عزل المياه لمنع التسربات والمحافظة على كفاءة التشغيل. كما أضيفت طبقات طلاء جديدة تمنح المرافق المحيطة لمسة جمالية تحافظ على التصميم المميز للنافورة وتتماشى مع الهوية البصرية لمنطقة وسط دبي. هذه التحديثات لا تغيّر شكل النافورة فقط، بل تدعم قدرتها على تقديم العروض بأمان وفعالية لفترات طويلة.

مع اقتراب موعد الافتتاح، تستعد دبي لاستقبال الزوار من جديد حول واحدة من أكثر الوجهات جذبًا للأنظار في العالم. عودة النافورة ليست مجرد حدث سياحي عابر، بل إحياء لمشهد بصري وثقافي يعكس روح المدينة وقدرتها المستمرة على الإبهار. ومع الجدول الزمني الجديد والتحسينات التقنية، ينتظر العائلات والسياح والمصورين موسمًا مليئًا بالإبهار والتجدد، حيث الماء والضوء والموسيقى يجتمعون في سيمفونية لا تخطئها العين.