سلالة كورونا الجديدة تثير مخاوف أوروبا: هل تدخل القارة إغلاقاً جديداً؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 21 ديسمبر 2020
سلالة كورونا الجديدة تثير مخاوف أوروبا: هل تدخل القارة إغلاقاً جديداً؟

تزامناً مع إعلان الحكومة البريطانية ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، قالت إنها خرجت عن السيطرة، قررت العديد من الدول الأوروبية حظر الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا، خاصة في ظل الإقبال الكبير على السفر خلال فترة أعياد الميلاد، الأمر الذي يشير إلى مواجهة بريطانيا حالة من العزلة خلال الفترة المقبلة.

وانتشرت السلالة الجديدة من فيروس كورونا بوتيرة سريعة في لندن وجنوب شرقي إنجلترا، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، استحداث فئة رابعة لفئات القيود، والتراجع عن أي نية لتخفيف القيود خلال فترة أعياد الميلاد.

وقال مسؤولون رفيعو المستوى في قطاع الصحة البريطاني، إنه لم يثبت حتى الآن أن السلالة الجديدة من الفيروس أشد فتكاً أو أنها لن تستجيب للقاحات التي جرى تصنيعها، لكن المؤكد أنها أوسع انتشاراً وأشد عدوى بنسبة 70%.

كما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن السلالة نفسها رُصدت في هولندا والدنمارك وأستراليا.

ما هي الدول التي علقت دخول القادمين من بريطانيا؟

وخلال ساعات من الإعلان البريطاني، سارعت هولندا بتعليق الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة اعتباراً من الساعة السادسة من صباح الأحد
وحتى الأول من يناير/ كانون الثاني المقبل.

وقالت الحكومة الهولندية إنها في انتظار اتضاح أكبر للوضع في بريطانيا، وإنه لا بد من تقليل احتمال انتقال السلالة الجديدة من الفيروس إلى هولندا بقدر الإمكان.

بعدها قررت بلجيكا تعليق الرحلات الجوية ورحلات القطارات من بريطانيا، وقال رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو، إن الحظر سيكون ساري لمدة 24 ساعة على الأقل، وسنرى لاحقاً إن كانت هناك حاجة لإجراءات أخرى.

وفي إيطاليا قال وزير الخارجية، لويجي دي مايو، إن الحكومة على وشك إقرار تعليق الرحلات الجوية من بريطانيا.

وبعد إجراء محادثات طارئة بخصوص الأمر في أيرلندا، أعلنت الحكومة في بيان، حظر الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا لمدة 48 ساعة على الأقل.

وذكر البيان إن هذا الإجراء يأتي لصالح الصحة العامة، وعلى الأشخاص في بريطانيا بغض النظر عن جنسيتهم عدم السفر إلى أيرلندا، سواء جواً أو بحراً، لكن عمل معابر عبّارات الشحن البحري بين البلدين سيظل مستمرا.

وأصدرت وزارة النقل الألمانية أمراً بحظر هبوط الطائرات القادمة من بريطانيا، باستثناء طائرات الشحن.

كما أوقفت فرنسا جميع قنوات السفر مع بريطانيا لمدة 48 ساعة، وقالت إنه يجب استغلال هذه الفترة للتوصل لقرار أوروبي موحد للتعامل مع الموقف في بريطانيا.

واتخذت بلغاريا موقفاً مشابها عندما قررت وقف الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا. وفي النمسا ذكرت وسائل إعلام محلية أن الحكومة تخطط لحظر الرحلات الجوية من بريطانيا، بحسب موقع BBC بالعربي.

وانضمت إلى هذه القائمة كل من: الكويت، تركيا، الدنمارك، لاتفيا، السلفادور، رومانيا، لوكسمبورغ والتشيك، بينما أعلنت السعودية وسلطنة عمان الإغلاق الكامل للحدود لمدة أسبوع قابل للتجديد. 

وربما يشير استمرار القلق الأوروبي من السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد، إلى عودة القارة من جديد إلى ماكانت عليه في ربيع العام الجاري، عندما أغلقت الحدود بالكامل بين البلدان الأوروبية وبين دول العالم، خوفاً من استمرار تفشي الجائحة.

السلالة الجديدة لفيروس كورونا

عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قالت منظمة الصحة العالمية إنها على اتصال مع مسؤولين بريطانيين حول الموضوع، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة تطلعها على المعلومات المستقاة من دراسات جديدة حول السلالة الجديدة للفيروس، وأن المنظمة ستطلع الدول الأعضاء والمواطنين على أي معلومات جديدة تتوفر حول خاصيات الفيروس الجديد وما يترتب عليها.

وقال كريس ويتي، كبير مسؤولي القطاع الطبي: "أعتقد أن هذا الوضع سيزيد الأمور تعقيداً، لكن هناك أموراً تبعث على التفاؤل ببدء حملة التطعيم، على فرض أن اللقاح فعال مع الفصيلة الجديدة للفيروس".

وما توصل إليه العلماء الذين أجروا اختبارات وأبحاث على السلالة الجديدة للفيروس حتى الآن، أنها سلالة أسرع انتشاراً، مؤكدين مخاوفهم من انتقالها على نطاق واسع.

يبدو أن العالم لن يحتفل بأعياد الميلاد

وبعد كل هذه المؤشرات غير الإيجابية، يبدو أن خطط الكثيرين للاحتفال بأعياد الميلاد لن تكتمل، خاصة بعد إعلان العديد من الدول إلغاء الاحتفال.

ففي المملكة المتحدة، تم إلغاء خطط تخفيف القيود على الاختلاط في فترة أعياد الميلاد في أجزاء كبيرة من جنوب شرقي إنجلترا، ويطال هذا نحو 18 مليون شخص، وحُصرت في يوم عيد الميلاد فقط في بقية أنحاء انجلترا وأسكتلندا وويلز.

كما فرضت إيطاليا إغلاقاً عاماً في جميع أنحاء البلاد، في معظم فترة أعياد الميلاد والسنة الجديد.

وسيكون البلد ضمن فئة "اللون الأحمر" من إجراءات الحظر خلال الأعياد، إذ ستكون المحلات التجارية غير الأساسية والمطاعم والبارات مغلقة، وسيُسمح للإيطاليين بالسفر في حالات محدودة.

وفرضت كل من هولندا وألمانيا حالة الإغلاق حتى يناير/كانون الثاني. وستشهد أعياد الميلاد انفراجة طفيفة في ألمانيا، إذ سيكون بإمكان العائلة الواحدة استضافة أربعة اشخاص من أفراد العائلة المقربين.

وستدخل النمسا إغلاقها الثالث بعد أعياد الميلاد، بإغلاق المتاجر غير الأساسية ابتداء من 26 ديسمبر/كانون الأول وفرض قيود على الحركة خارج المنازل.

وفي السويد اقترحت السلطات ارتداء الكمامات في وسائل المواصلات خلال ساعات الازدحام، في تعديل للتعليمات السابقة.

وفي أستراليا أعلنت مقاطعة نيو ساوث ويلز، فرض قيود جديدة على لقاءات العائلات ومرافق الضيافة كالمطاعم والمقاهي في منطقة سيدني الكبرى في محاولة للسيطرة على انتشار الفيروس. وطلب من المواطنين البقاء في المنازل.

عام كارثي بالنسبة لقطاع الطيران

وعلى صعيد الخسائر المادية، وصف الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا IATA" عام 2020 بالكارثي بالنسبة لقطاع الطيران.

وقال ألكساندر دو جونياك، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد، في تصريحات صحفية: "تسببت الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا واستمرار الحكومات في فرضها الصارم لقوانين الحجر الصحي إلى عام كارثي على النقل الجوي". 

وأضاف: " تداعيات هذه الأزمة لم تكن الرحيمة على القطاع، حيث أشارت توقعاتنا الاقتصادية الأخيرة إلى أن شركات الطيران ستخسر 118.5 مليار دولار هذا العام، أو 66 دولارًا لكل راكب يتم نقله، في حال عادت الدول بفتح حدودها بحلول منتصف عام 2021 على أقرب تقدير".

ودعا دو جونياك الحكومات إلى تكثيف جهودها لدعم القطاع، مشيراً إلى أن الدعم المقدم ساهم في الحفاظ على بقاء القطاع نوعاً ما، إلا أنه يتطلب المزيد مع امتداد تداعيات الفيروس حتى موسم الصيف المقبل.