سياحة الحلوى: نمط جديد فرضته الضرائب الباهظة في النرويج

كانت النرويج تهدف لتحسين الصحة العامة لمواطنيها

  • تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019
سياحة الحلوى: نمط جديد فرضته الضرائب الباهظة في النرويج

في ظاهرة نادرة، نشأ ما يمكن تسميته بسياحة الحلوى، في منطقة الدول الاسكندنافية، حيث توافدت أعداد متزايدة من مواطني النرويج إلى السويد المجاورة؛ لشراء الحلويات بكميات كبيرة.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، نشأ هذا النوع الجديد من السياحة، بعدما فرضت النرويج ضرائب كبيرة على منتجات السكر مثل: الحلوى، الشكولاتة والمشروبات الغازية، الأمر الذي اضطر مواطنيها للتوجه إلى جارتهم السويد؛ من أجل شراء الحلويات بأقل من نصف سعرها في بلادهم.

سياحة الحلوى: نمط جديد فرضته الضرائب الباهظة في النرويج

وبفضل الإقبال النرويجي على حلوى السويد، أصبحت محلات " جوت بايتن " تدر أرباحاً سنوية تصل إلى أكثر من 200 مليون دولار.

وسجل فرع جوت بايتن، الذي يقع في مدينة شارلوتينبيرغ السويدية على بعد 6 كيلو مترات من الحدود النرويجية، أعلى نسبة مبيعات؛ حيث يتوافد عليه الجيران لشراء الحلويات.

وأكد أحد المتسوقين النرويجيين وهو أب لثلاثة أطفال، أن أسعار الحلويات أقل كثيراً في السويد بشكل لا يصدق.

وفي يناير الماضي، رفعت الحكومة النرويجية الضريبة على الشكولاتة والحلويات بنسبة 83%، بينما رفعت الضريبة بقيمة نصف دولار للتر الواحد من المشروبات الغازية.

سياحة الحلوى: نمط جديد فرضته الضرائب الباهظة في النرويج

واضطرت هذه الإجراءات الاقتصادية مواطني النرويج، للذهاب إلى السويد لشراء حاجتهم السنوية من السكريات، خاصة أن العاصمة النرويجية أوسلو لا تبتعد عن الحدود السويدية سوى 90 دقيقة فقط بالسيارة.

وعادت قرارات فرض ضرائب مرتفعة على السكريات في النرويج، بالفائدة على تجار السويد، حيث وصل دخل التجارة السويدية من الستهلكين النرويجيين فقط إلى 1.7 مليار دولار العام الماضي.

وانتقدت ماتيلدا نوردهولم، النرويجية التي ابتاعت حلوى لها ولأقربائها بقيمة 200 دولار من جارتها السويد، الوضع الذي يجبرها على السفر عدة مرات سنوياً، قائلة: الأمر غير مقبول، أسعار هذه المواد غير طبيعي في النرويج، ويبدو أن الأسعار في ارتفاع كل عام، السكان هنا مستاؤون للغاية لأن عليهم إنفاق الكثير من أجل متعة بسيطة.

سياحة الحلوى: نمط جديد فرضته الضرائب الباهظة في النرويج

ولجأت النرويج إلى فرض ضرائب باهظة على السكريات؛ سعياً إلى تحسين العادات الصحية لمواطنيها. وبالفعل نجحت في تقليل استهلاك السكر بشكل كبير في البلاد وانخفض معدل تناول السكر للمواطن النرويجي بنسبة 27% مقارنة بالأعوام العشرة الماضية.

وانخفض استهلاك السكر للشخص الواحد إلى 24 كيلو جرام سنوياً وهو تقريباً نصف كمية السكر التي كان يستهلكها المواطن النرويجي -43 كيلو جرام-  في عام 2000.