ضربات الطيور: ظاهرة تهدد حركة الطيران وهكذا يتم التعامل معها

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 17 فبراير 2021 آخر تحديث: الخميس، 07 ديسمبر 2023
ضربات الطيور: ظاهرة تهدد حركة الطيران وهكذا يتم التعامل معها

قبل اختراع الطائرة، كانت السماء ملكاً للطيور، تحلق فيها وتهاجر من مكان إلى آخر دون قيود، لكن مع نشاط حركة الطيران المدني، أصبحت الطائرات تزاحم الطيور السماء، وإثر ذلك وقعت العديد من حوادث اصطدام الطيور بالطائرات.     

في الواقع تهدد أسراب الطيور حركة الطيران، وقد ينتج عنها حوادث خطيرة وخسائر كبيرة، وإن كانت نسبة تلك الحوادث قليلة للغاية، خاصة أن معظم حالات الاصطدام تقع على ارتفاع منخفض، يستطيع خلاله الطيار تفادي وقوع كارثة.

ضربة طير

تُعرف ظاهرة اصطدام الطيور بالطائرات بـ"ضربة طير" أو "خبطة طير"، وهي حادث يقع بين جسم حيوان طائر وآلة بشرية متحركة أبرزها بالطبع الطائرات.

وهذه الظاهرة تهدد سلامة الطيران، وقد تسببت في عدد من الحوادث الخطيرة التي نتج عنها وفيات، وإن كانت حالات الوفيات تلك قيللة نسبياً، حيث تُقدر بحالة واحدة خطيرة مقابل كل 1 مليار ساعة طيران.

وتشير الإحصاءات إلى أن 65% من ضربات الطيور تسبب ضرراً بسيطاً للطائرات، لكنها بالتأكيد تتسبب في موت الطائر، ويزداد الضرر الواقع على الطائرة فقط عندما يدخل الطير عند محركاتها أو يصطدم بزجاجها الأمامي.

تصميم الطائرات يقاوم ارتطام الطيور

لم تنس شركات تصنيع الطائرات ظاهرة "ضربة الطير" عند تصميم طائراتها، فقد صممت الطائرات بشكل يقاوم ارتطام الطيور.

يقول أخصائي سلامة الطيران في جمعية الطيارين البريطانيين، ستيفن لاندلس: "لقد صُممت الطائرات وصنعت لتقاوم ارتطام الطيور، كما أن الطيارين يخضعون لتدريب صارم يمكنهم من التعامل مع مثل هذه الاحتمالات"، بحسب تقرير سابق لصحيفة تليغراف البريطانية.

وأضاف: "خلال مسيرتي المهنية المهنية الطويلة في مجال الطيران، لم أشهد سوى 10 حالات فقط لارتطام طيور بالطائرات، ولم تتسبب أي منها بإلحاق أضرار كبيرة بالرحلة، وفي نصف هذه الحالات، وبسبب صغر حجم الطيور، لم أدرك أن الطائرة التي كنت أحلق بها ارتطمت بطائر إلا بعد الهبوط وتفقد الطائرة".

بدوره أكد الطيار والمؤلف الأمريكي، باتريك سميث، أن نتيجة اصطدام الطائر بالطائرة في أسوأ الأحوال، لا تتجاوز انثناء بسيط في بدن الطائرة، وفي بعض الحالات يتم امتصاص الطائر بواسطة محرك الطائرة، وبفعل حركة مراوح المحرك يهلك الطائر البائس ويتمزق.

وبحسب الخبراء، إذا حدث هذا الأمر مع الطيور كبيرة الحجم، فربما يلحق ضرر كبير بمحرك الطائرة.

الخسائر الناتجة عن اصطدام الطيور بالطائرات

تقدر إحصاءات رسمية الخسائر السنوية للطائرات التجارية المدنية من حوادث الاصطدام بالطيور، بحوالي 400 ميلون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية و1.2 مليار دولار في العالم ككل.

وتوضح الإحصاءات أن ما يسميه المختصون بضربات الطيور، عادة ما يكون تأثيرها بسيط لأنها تحدث على ارتفاع منخفض، مما يمنح ربان الطائرة وقتاً لتجنب وقوع كارثة، وأحياناً تتواجد أسراب الطيور فوق المطارات فلا تتسبب في وقوع حادث بل تؤدي فقط إلى تعطل حركة إقلاع الطائرات أو هبوطها.

ومعظم حالات الاصطدام تكون خلال الإقلاع أو الهبوط أو خلال الطيران المنخفض، وإن كانت بعض حوادث الاصطدام بالطيور تقع على ارتفاعات عالية تتراوح بين 6000 و 9000 متر فوق سطح الأرض، فعلى سبيل المثال، تحلق بعض أنواع الأوز "Bar-headed goose" بارتفاعات تصل إلى 10 آلاف و 175 متراً فوق سطح البحر.

وبالتأكيد لا يمكن انهاء ظاهرة اصطدام الطائرات بالطيور، نتيجة الهجرة الموسمية للطيور، لكن يمكن التكيف معها.

طائرة تهبط في النهر بسبب ضربة طير

ومن أبرز الأمثلة على الحوادث الخطيرة التي وقعت بسبب ضربات الطير، ما حدث للرحلة رقم 1549، التابعة للخطوط الجوية الأمريكية، التي وقعت عام 2009، وأطلق عليها اسم "معجزة على نهر هدسون".

وفي هذه الواقعة، اضطرت طائرة من طراز Airbus A320، للهبوط الاضطراري على النهر بعد 5 قائق من إقلاعها بتعرضها لضربة مزدوجة من طيور الأوز بينما كانت على ارتفاع 980 متراً، الأمر الذي أدى إلى فقدان قائد الطائرة السيطرة على المحركين، ولم يتمكن من العودة إلى المطار، فاضطر للهبوط على نهر هدسون، لكن جميع الركاب نجوا.

تدابير لتفادي ضربات الطيور

بعد واقعة نهر هدسون، لجأت المطارات في نيويورك إلى إعدام مئات من طيور الأوز لمنع تكرار مثل هذا الحادث، وتسبب الأمر بإثارة غضب علماء الأحياء في الحياة البرية.

وتوضح جمعية الطيارين البريطانيين، هناك بعض التدابير التي تم استخدامها بنجاح في مختلف المطارات منها: إطلاق نداءات استغاثة بواسطة مكبرات الصوت، إشعال النيران، وحتى استخدام الطيور الجارحة في مراقبة أسراب الطيور ومنعها من الاقتراب من المطارات.