لهذا السبب سيرتفع عدد الزوار الصينيين إلى سنغافورة في الأشهر المقبلة

  • تاريخ النشر: الجمعة، 05 ديسمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
لهذا السبب سيرتفع عدد الزوار الصينيين إلى سنغافورة في الأشهر المقبلة

تشير التوقعات الأخيرة إلى تحوّل كبير في خريطة السفر والسياحة في شرق آسيا، حيث بدأت سنغافورة بالاستعداد لاستقبال أعداد متزايدة من السائحين الصينيين خلال الأشهر المقبلة. يأتي هذا التحول نتيجة مباشرة للتوتر السياسي المتصاعد بين اليابان والصين، والذي أدى إلى إلغاء ما يزيد عن 490 ألف تذكرة طيران من الصين إلى اليابان. وفي الوقت الذي قد تشهد فيه المواقع السياحية التقليدية في اليابان انخفاضاً نسبياً في أعداد الزوار، تتجه أنظار المسافرين الصينيين نحو وجهات بديلة أكثر استقراراً وجاذبية ثقافية، وفي مقدمتها سنغافورة، بحسب تقرير صادر عن DBS Market Insights بتاريخ 24 نوفمبر 2025. هذا التطور يحمل في طياته أخباراً ممتازة للاقتصاد السنغافوري، ولكنه ينذر أيضاً بزيادة في الازدحام في المعالم والمواقع الشهيرة.

سنغافورة: الخيار الأول للسائح الصيني

لطالما شكل السائحون الصينيون الشريحة الأكبر من زوار سنغافورة، حيث تصل نسبتهم بالفعل إلى حوالي 20% من إجمالي القادمين إلى الجزيرة. وتؤكد البيانات الحديثة أن سنغافورة مؤهلة تماماً لتكون الوجهة الرئيسية التي تستقطب الأعداد المتدفقة بعد إحجامهم عن السفر إلى اليابان. هذه الزيادة المتوقعة هي بمثابة دفعة قوية للاقتصاد السنغافوري، المعروف باعتماده الكبير على قطاع السياحة والضيافة. ويتوقع تقرير DBS أن ينعكس هذا التدفق الإيجابي في زيادة إنفاق السائحين، لا سيما في قطاع الفنادق، مع تركيز خاص على المنشآت من الفئة المتوسطة والفاخرة. كما يُتوقع أن تشهد المراكز التجارية الكبرى – مثل آيون أورشارد، بلازا سنغافورة، بوغيس+، ورافلز سيتي – انتعاشاً كبيراً في المبيعات، ما يعزز من مكانة سنغافورة كمركز تجاري وسياحي إقليمي.

توقعات بالازدحام في المعالم والمنتجعات الرئيسية

بالرغم من الفوائد الاقتصادية الواضحة، فإن التدفق المتزايد للسائحين الصينيين سيحمل معه تحديات تتعلق بزيادة الازدحام في الأماكن العامة والوجهات السياحية الأكثر شهرة في سنغافورة. ويُتوقع أن يصبح المشهد أكثر كثافة في المعالم الرئيسية والمنتجعات المتكاملة. ومن أبرز الأماكن المتوقع أن تشهد ازدحاماً مضاعفاً: منتجع ورلد سنتوسا ومعالمه الشهيرة عالمياً، ومن ضمنها يونيفرسال ستوديوز سنغافورة، و"سنغافورة أوشناريوم" الجديد، والذي يُعد وجهة جذب حديثة. هذا الازدحام يضع تحدياً أمام سلطات السياحة المحلية لضمان تجربة سياحية مريحة لجميع الزوار، مع ضرورة إدارة الحشود بفعالية في هذه المواقع الحيوية. وسيحتاج المسافرون الذين يفضلون الهدوء إلى التخطيط المسبق وتجنب ساعات الذروة في هذه الأماكن.

نصائح للباحثين عن الهدوء في الجزيرة الصغيرة

بالنسبة للسياح والمقيمين الذين يفضلون تجربة سنغافورية أكثر هدوءاً وبعيداً عن صخب المراكز التجارية والمعالم الرئيسية، لا تزال هناك خيارات ممتازة "للهروب من الزحام"، حتى في جزيرة صغيرة نسبياً مثل سنغافورة. تشمل الاقتراحات المتاحة البحث عن تجارب طعام هادئة في المقاهي المخفية والمفضلة لدى السكان المحليين، والتي تقدم ملاذاً بعيداً عن صخب السياحة الجماعية. كما يمكن الاسترخاء والابتعاد عن المدينة تماماً من خلال الإقامة الطبيعية الهادئة في جزيرة لازاروس، التي توفر أجواء استوائية منعزلة. وللباحثين عن الهدوء الثقافي، يُعد قضاء وقت ممتع مع كتاب جيد في "بوك بار" الذي لا يحظى بالاهتمام الكافي خياراً ممتازاً. فضلاً عن ذلك، توفر سنغافورة العديد من مسارات المشي المنتشرة في الحدائق والمحميات الطبيعية، والتي تتيح فرصة للاستمتاع بالهواء النقي والمناظر الخضراء بعيداً عن الازدحام.

إن موجة السائحين الصينيين المتوقعة تَعِدُ بموسم سياحي مزدهر لسنغافورة، يعزز من إيراداتها الاقتصادية ويؤكد جاذبيتها الإقليمية. ومع أن هذا التدفق سيؤدي لا محالة إلى زيادة الازدحام في المناطق الحيوية، فإن التخطيط الذكي يتيح للجميع الاستمتاع بالمدينة بطرق مختلفة. فسواء كنت تبحث عن صخب المنتزهات الترفيهية الفاخرة أو هدوء المسارات الطبيعية المخفية، تظل سنغافورة وجهة قادرة على تلبية أذواق جميع الزوار، شريطة أن تكون مستعداً لتكييف خططك للتعامل مع الزخم السياحي الجديد.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم