ماذا تعرف عن مقبرة الخواجات في السعودية؟

رغم الألم الذي أضفاه حادث استهداف حفل الدبلوماسيين الغربيين في مدينة جدة السعودية، إلا أنه دفع الكثيرين للبحث عن قصة "مقبرة الخواجات" التي ربما لم يكونوا قد سمعوا عنها من قبل.

تفجير مقبرة الخواجات

وقبل أيام، تعرضت مقبرة الخواجات في جدة، لهجوم بعبوة ناسفة، تزامناً مع تنيظم فعالية لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، كان يحضرها عدد من القناصل وبينهم القنصل الفرنسي في جدة.

وأسفر التفجير عن إصابة رجل أمن سعودي وموظف في القنصلية اليونانية، وهو الحادث الأول من نوعه في مكان ظل بعيداً عن الأضواء لقرون.

ولسنوات طويلة كانت مقبرة الخواجات، التي يُدفن فيها الموتى غير المسلمين المقيمين في المملكة العربية السعودية، مجهولة بالنسبة للكثيرين حتى السعوديين أنفسهم.

وتُعد المقبرة وجهة أغلب الأجانب من المسيحيين والديانات الأخرى الذين يدفنون موتاهم فيها، وتشرف عليها بالتناوب قنصليات غربية إضافة إلى القنصلية الإثيوبية.

تاريخ مقبرة الخواجات

في حي هادئ جنوب مدينة جدة، وتحديداً في البلدة القديمة، تقع المقبلة ذات الأسوار العالية، ويُسمى الشارع المؤدي إليها "شارع مقبرة الخواجات".

ووفقاً لبعض المصادر، يرجع تاريخ وجود هذه المقبرة إلى حصار البرتغاليين على جدة قبل 5 قرون، بينما تزعم مصادر أخرى تاريخ تأسيسها إلى عهد سحيق قبل ذلك بقرون.

ومصادر ثالثة أشارت إلى أن تأسيس هذه المقبرة يعود إلى جالية مسيحية صغيرة من أصول يونانية سكنت جدة خلال العصر المملوكي، وسُمح لها بدفن موتاها بقطعة ترابية في المدينة.

وعلى كل حال، فإنه وفقاً لأدق الروايات يصل عمر المقبرة إلى نحو 5 قرون، وفيها شواهد لقبور موتى قضوا في الحرب العالمية الثانية، وتقول مصادر تاريخية إن فيها قبراً لجندي بريطاني مجهول الهوية قُتل في هذه الحرب.

ترميم مقبرة الخواجات

وشهدت هذه المقبرة حالة من الإهمال لسنوات طويلة امتدت حتى أوائل التسعينيات، حيث تولت قنصليات أجنبية في جدة التعاقد مع إحدى الشركات لترميمها.

وأعادت عملية الترميم تنظيف القبور التذكارية ونُقلت علامات القبور ذات الأهمية التاريخية مقابل الجدار الغربي للمقبرة لتوسيع المساحة.

مقبرة الخواجات وجهة لغير المسلمين

وفي عام 2000، تقدمة القنصلية الهولندية نيابة عن القنصليات المشرفة على المقبرة، بطلب إلى وزارة الخارجية السعودية للحصول على قطعة أرض جديدة للدفن.

وفي الفترة الأخيرة أصبح القناصل المقيمون في جدة يترددون على المقبرة لوضع أكاليل الزهور على القبور.

والآن تشكل مقبرة الخواجات وجهة لدفن غير المسلمين الذين لا يتم نقل جثامينهم لبلدانهم الأصلية لأسباب مختلفة، بما في ذلك شخصيات تعمل في السلك الدبلوماسي مثل موظفين وقناصل من عدة دول.