مثل عين حورس: رموز فرعونية زينت ملابس الفنانين في حفل موكب المومياوات

  • تاريخ النشر: الأحد، 04 أبريل 2021
مثل عين حورس: رموز فرعونية زينت ملابس الفنانين في حفل موكب المومياوات

الاهتمام بأدق التفاصيل، من أبرز ما لفت الانتباه لمراسم نقل "موكب المومياوات الملكية" الذي نظمته مصر، لنقل مومياوات 22 ملكاً وملكة فرعونية من المتحف المصري في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة في الفسطاط، في حدث نال متابعة واهتمام العالم أجمع.

ومن بين التفاصيل التي أشاد بها الكثيرون، رموز زينت ملابس بعض الفنانين الذين شاركوا في الحفل، حيث زين "مفتاح الحياة" قميص الفنان أحمد عز، بينما زينت "عين حورس"سترة الفنان أحمد حلمي، وظهرت "زهرة اللوتس" على ملابس الفنان كريم عبد العزيز.

وفي الواقع، كان اختيار هذه الرموز دقيقاً للغاية، فلكل رمز قصة ومعنى عاش معه المصريون القدماء، ونقشوه على جدران معابدهم التي تعيش منذ الآلاف السنين وحتى يومنا هذا.

تعرف معنا في السطور التالية، على حكايات "مفاتح الحياة"، و "عين حورس"، و "زهرة اللوتس".

مفتاح الحياة

مفتاح الحياة

مفاتح الحياة أو "عنخ"، رمز قديم نقشه المصريون على جدران الأبنية والمعابد والمقابر، وكان يحمله الآلهة والملوك الفراعنة.

وحاول العلماء والباحثون فك طلاسم مفتاح الحياة وفك أسراره فظهرت روايات مختلفة، فالبعض قال إنه يرمز إلى نهر النيل، وآخرون اعتبروه يرمز إلى المعرفة والحكمة والعلم، وفريق ثالث قال إنه يرمز إلى الحياة الأبدية بعد الموت التي كان يؤمن بها الفراعنة.

وكان قدماء المصريين يحملون مفتاح الحياة كتميمة، إما وحده أو مع اثنين من الطلاسم الأخرى التي ترمز إلى القو والصحة، كما صنعوا مرايا معدنية على شكل مفتاح الحياة بشكل زخرفي يرمز إلى وجهة نظر دينية.

عين حورس

عين حورس

أو عين القمر أو عين رع، وبالمصرية القديمة "أوجات" هي رمز وشعار مصري له خصائص التميمة، حيث كان يستخدم للحماية من الحسد والأرواح الشريرة والحيوانات الضارة والمرض.

وكانت "عين حورس" عبارة عن قلادة يتزين بها الشخص وتعبر عن القوة الملكية المستمدة من الإله حورس، إله الشمس عند المصريين القدماء، كما كانت تلك القلادة توضع على صدر مومياء الفرعون لتحميه في القبر.

وتفنن المصري القديم في صناعة "عين حورس" وتشكيلها من الذهب.

زهرة اللوتس

زهرة اللوتس

"زنبقة النيل"، هي تلك الزهرة العطرة التي تزهر وتتفتح لمدة 5 أيام فقط من الفجر حتى الغسق ثم تبدأ دورة حياة جديدة، وهي من أهم الرموز المصرية القديمة بل وأشهرها على الإطلاق، ولا تزال اللوتس رمزاً لمصر حتى يومنا هذا.

وحظيت زهرة اللوتس بمكانة مقدسة كبيرة في حياة المصريين القدامى، ورغم أن اسم "اللوتس" بشكل عام يرجع إلى كلمة "لوتاز" اليونانية، إلا أن المصري القديم كان يطلق على كل لون من ألوان الزهرة اسماً، فالبيضاء "سشن"، الزرقاء "سربد أو سربتي" والوردية "نخب أو نحب".

وكان المصريون القدماء معجبون كثيراً بزهرة اللوتس التي ظهرت على جدران معابدهم الفرعونية، ويقول البعض إنها تمثل بالنسبة لهم نهر النيل وتحاكيه في شكله، فأوراقها هي البحيرات المتفرعة من النهر وساقها مجراه.

وقلد المصري القديم أزهار اللوتس ضمن أدوات التجميل، حيث شكل مرايا، مكاحل، أطباق، حلي، صدريات وأواني على هيئة أزهار اللوتس، كما تتخذ قمم الكثير من أعمدة المعابد المصرية القديمة شكل الزهرة.

وفي واحدة من أساطير الخليقة المصرية تظهر زهرة اللوتس على أنها الكائن الأول الذي انبثق من العماء وانخلق منه الكون حيث تفتحت تويجات زهرتها عن الطفل الشمس "رع" الذي بدد الظلام، وكان يظهر مع تفتح اللوتس فجراً وينغلق مساء.

ورُسمت اللوتس على مقابر طيبة، حيث يظهر المتوفى مع ابنته على قارب في المياه لتقطف له براعم اللوتس، وكانت الزهرة تقدم مع البردي وزهرات أخرى في القرابين الطقسية للموتى.

موكب المومياوات الملكية

وشهدت مصر مساء السبت، الحدث الأضخم في عام 2021، والذي حظى باهتمام عالمي كبير، حيث نُلقت مومياوات مجموعة من أهم الملوك الذين مروا على تاريخ مصر القديمة، من المتحف المصري إلى متحف الحضارة، الذي يقدمهم إلى الزائرين بصورة علمية تحاكي ماكانوا عليه في وادي الملوك في محافظة الأقصر.

والملوك والملكات الذين ضمهم الموكب بينهم 18 ملكاً و4 ملكات ينتمون جميعاً إلى عصر الأسرات الـ17، 18، 19 و20، وهم:  الملك رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثاني، تحتمس الاول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتاري، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تي، سيتي الأول وسيتي الثاني.

واكتشف علماء الآثار أغلب المومياوات الملكية في خبيئتين، الأولى "خبيئة الدير البحري" غرب محافظة الأقصر في عام 1881، والثانية "مقبرة الملك أمنحتب الثاني" في وادي الملوك عام 1898.

وخلال الحفل، كشف وزير السياحة والآثار المصري الدكتور خالد العناني، أن رحلة الملوك والملكات القدماء ليست الأولى في التاريخ، فقد كان كل منهم مدفون في مقبرته قديماً، وفي عصور الضعف تم نقل جميع المومياوات إلى خبيئتين، هما خبيئة الدير البحري غرب محافظة الأقصر، التي تم اكتشافها عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني في وادي الملوك عام 1898.

وبعد اكتشاف مومياوات الملوك والملكات في الأقصر تم نقلهم إلى متحف بولاق في نهاية القرن الـ19، لكن هذا المتحف تعرض لفيضان مياه، لذا تم نقل المومياوات مرة أخرى إلى أحد قصور الجيزة، لتكون المرة الثالثة التي ينقلوا فيها من مكان إلى مكان، وعند بناء المتحف المصري في عام 1902 تم نقل المومياوات إليه حتى عام 1931، حيث تم نقلهم إلى ضريح سعد زغلول، ثم عودتهم مرة أخرى إلى المتحف المصري في التحرير، والآن انطلقوا في رحلتهم السابعة والأخيرة إلى المتحف القومي للحضارة.

ويُعوّل على حدث "نقل المومياوات الملكية"، لفت نظر العالم تجاه مصر كوجهة سياحية فريدة وتحفيز السائحين من حول العالم لزيارة المقاصد الأثرية في مصر.

فالسياحة الثقافية التي يهتم خلالها السائح بزيارة المتاحف والمعابد الأثرية، تأثرت كغيرها من أنواع السياحة الأخرى بتداعيات أزمة كورونا، لتجد الحكومة المصرية في هذا الحدث فرصة ذهبية للترويج للمقاصد الأثرية في مختلف أنحائها سواء في القاهرة العاصمة أو الجيزة التي تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أو في محافظة الأقصر التي توصف بأنها متحف مفتوح يضم أكثر من ثلث آثار العالم.

وتسهم السياحة الثقافية بنسبة تزيد على 25% من إيرادات القطاع السياحي في مصر، والتي سجلت نحو 13 مليار دولار في 2019، ثم تراجعت إلى نحو 4 مليارات دولار خلال 2020 بسبب أزمة كورونا، إلا أن ثمة مطالب بالعمل على الترويج للمقاصد السياحية الأثرية بشكل أكبر لزيادة مساهمتها في الإيرادات وأعداد السائحين الزائرين لمصر. 

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم