مهرجانات لا تُصدق: أغرب التقاليد الاحتفالية حول العالم

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مهرجانات لا تُصدق: أغرب التقاليد الاحتفالية حول العالم

يُقال إن الاحتفال جزء من هوية الشعوب، لكنه في بعض الأماكن يتجاوز المألوف ليصبح مشهدًا استثنائيًا من الغرابة والدهشة. فبينما يحتفل البعض بالموسيقى أو الأطعمة أو المواسم، نجد آخرين يحتفلون بالطين أو النار أو حتى الموت بطريقة مليئة بالحياة! المهرجانات الغريبة ليست مجرد مناسبات ترفيهية، بل نوافذ على ثقافات تنظر للعالم بطريقة مختلفة، وتعبّر عن الفرح أو التقاليد أو الشكر بطرق قد لا تخطر على بال أحد. في هذا المقال، نستعرض أغرب المهرجانات التي ستجعلك تفكر مرتين قبل أن تقول إنك رأيت كل شيء.

مهرجان الطماطم في إسبانيا: معركة حمراء في شوارع بونيول

في بلدة بونيول الصغيرة بالقرب من فالنسيا في إسبانيا، يُقام كل عام في أغسطس مهرجان “لا توماتينا”، وهو أحد أكثر المهرجانات جنونًا في العالم. يتجمع آلاف الأشخاص من جميع أنحاء العالم ليشاركوا في معركة ضخمة تُستخدم فيها آلاف الأطنان من الطماطم الناضجة، التي تُلقى في الهواء وعلى الوجوه والجدران وحتى في نوافذ البيوت. بدأ هذا المهرجان بطريقة عفوية في أربعينيات القرن الماضي عندما اندلعت مشاجرة بين بعض الشباب في السوق، استخدموا فيها الطماطم كـ"سلاح"، ومنذ ذلك الحين تحولت الحادثة إلى احتفال سنوي رسمي. اللافت أن المهرجان يخضع لتنظيم دقيق، فقبل البداية تُغسل الشوارع بالماء، وتُستخدم فقط الطماطم اللينة حتى لا تسبب أذى. إنه مهرجان مليء بالضحك والمرح، يرمز إلى الانفجار العفوي للفرح والإبداع الإسباني.

مهرجان هادكا ماتسوري في اليابان: احتفال الرجولة والطهارة

أما في اليابان، فهناك مهرجان قد يصيب الزائر بالدهشة أكثر من أي احتفال آخر. إنه مهرجان “هادكا ماتسوري” أو “مهرجان العراة”، الذي يُقام في عدة مناطق أبرزها مدينة أوكاياما. خلال هذا المهرجان، يرتدي آلاف الرجال ملابس تقليدية خفيفة جدًا تُعرف باسم “الفوندوشي” ويشاركون في طقوس تتضمن السعي لالتقاط عصي خشبية مقدسة تُعرف باسم “شينغي” تُلقى في الهواء من قبل الكهنة في المعابد. يُعتقد أن من يتمكن من التقاطها سيحظى بعام سعيد مليء بالحظ والبركة. رغم غرابته بالنسبة للزوار الأجانب، فإن المهرجان يحمل دلالات دينية عميقة مرتبطة بالتطهر الجسدي والروحي، ويعكس الجانب التقليدي من الإيمان الياباني بقوة الجماعة والانضباط.

مهرجان الموتى في المكسيك: الفرح في وجه الفناء

في المكسيك، لا يُنظر إلى الموت كحدث حزين فحسب، بل كجزء طبيعي من دورة الحياة يستحق الاحتفال. ويُعتبر “يوم الموتى” (Día de los Muertos) من أكثر المهرجانات الملونة والمليئة بالمشاعر في العالم، ويُقام في الأول والثاني من نوفمبر من كل عام. خلال هذا المهرجان، تُزين الشوارع والمنازل بالشموع والزهور (وخاصة زهرة القطيفة البرتقالية)، وتُقام موائد تكريمية لأرواح الأحبة الراحلين، حيث تُوضع صورهم وأطعمتهم المفضلة وحلوى “جماجم السكر” الشهيرة. لكن ما يميّز الاحتفال هو روحه المبهجة، إذ تُقام مواكب بالأزياء الملونة والأقنعة، ويغني الناس ويرقصون في الشوارع. بالنسبة للمكسيكيين، هو يوم للحب والذكرى وليس للحزن، رسالة بصرية وروحية بأن الموت ليس نهاية بل بداية جديدة في عالم آخر.

في النهاية، تُظهر هذه المهرجانات الثلاثة أن الفرح يمكن أن يرتدي وجوهًا متعددة، وأن ثقافات الشعوب لا تُقاس بمدى غرابتها بل بقدرتها على التعبير عن إنسانيتها. فكل مهرجان — سواء كان معركة طماطم أو احتفالًا بالموت أو طقسًا للتطهر — يعكس روحًا تبحث عن التواصل والانتماء والفرح في أبسط وأغرب أشكاله. ربما تبدو هذه التقاليد بعيدة عنا، لكنها في جوهرها تذكير بأن الاحتفال بالحياة هو لغة مشتركة لا تحتاج إلى ترجمة.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم