رائدا ناسا عالقان في الفضاء منذ 8 أشهر: ما القصة؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 10 فبراير 2025
رائدا ناسا عالقان في الفضاء منذ 8 أشهر: ما القصة؟

يعيش رائدا الفضاء سونيتا "سوني" ويليامز وباري "بوتش" ويلمور أوقاتًا عصيبة بعد أن تقطعت بهما السبل في محطة الفضاء الدولية منذ يونيو 2024، في انتظار حلّ يعيدهما إلى الأرض. كانت رحلتهما التي انطلقت على متن كبسولة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ تستغرق 8 أيام فقط، إلا أن مشكلات تقنية خطيرة حالت دون عودتهما، لتتحول المهمة القصيرة إلى إقامة ممتدة غير محددة المدة، وسط تحديات نفسية وصحية معقدة.

في ظل انعدام الجاذبية، يواجه رواد الفضاء تغيرات جسدية خطيرة، مثل ضمور العضلات وضعف كثافة العظام واضطرابات الدورة الدموية. ولهذا، يضطر ويليامز وويلمور إلى اتباع برنامج صارم للتمارين الرياضية يوميًا، يهدف إلى تقليل الآثار السلبية للبقاء المطول في الفضاء. كما يعتمدان على أنظمة إعادة تدوير الهواء والمياه للحفاظ على الموارد المحدودة، حيث يتم تحويل البول إلى مياه صالحة للشرب باستخدام تقنيات متطورة، وهو أمر معتاد في المهمات الفضائية الطويلة لكنه يشكل ضغطًا نفسيًا إضافيًا على الرواد.

على الرغم من الجهود المستمرة لإيجاد حل سريع، لم يتمكن المهندسون حتى الآن من إصلاح المشكلات التقنية في الكبسولة. وحتى مع توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نداءً إلى إيلون ماسك وشركة سبيس إكس للنظر في إمكانية استخدام إحدى مركبات "دراجون" لاستعادة الرائدين، لا تزال التعقيدات اللوجستية والتقنية تحول دون تنفيذ أي خطة إنقاذ فورية.

وبدلاً من هذا سوف تبقى "عالقة" على ارتفاع 250 ميلاً فوق الأرض، على متن محطة الفضاء الدولية التي تنطلق بسرعة ثابتة تبلغ 17500 ميل بالساعة بينما تدور حول كوكبنا كل 93 دقيقة.

ويليامز هي واحدة من رائدي فضاء عالقين على متن المركبة التي يبلغ طولها 356 قدمًا بعد تعطل مركبتهما بوينغ ستارلاينر. وقد انطلقت هي وباري "بوتش" ويلمور، 61 عامًا، من الأرض في 5 يونيو بأول رحلة مأهولة لمركبة ستارلاينر في ما كان من المفترض في الأصل أن تكون رحلة تجريبية لمدة 8 أيام إلى محطة الفضاء الدولية.

إلى جانب المخاطر الصحية، يشكل البعد عن الأرض والعزلة المطولة تحديًا نفسيًا هائلًا. فقد أمضى الرائدان أعيادًا مثل عيد الشكر وعيد الميلاد بعيدًا عن عائلاتهما، وهو ما يزيد من الضغط النفسي عليهما. ورغم تواصلهما مع فرق الدعم النفسي عبر الفيديو، إلا أن البقاء في بيئة مغلقة ومحدودة الحركة يمكن أن يؤثر على حالتهما العقلية بشكل متزايد مع مرور الوقت.

ومع استمرار العوائق التقنية، يبقى مصير رائدي الفضاء معلقًا، فيما ينتظر العالم اللحظة التي سيتمكنان فيها أخيرًا من العودة إلى الأرض، وسط مخاوف متزايدة حول مستقبل المهمات الفضائية التجارية ومدى أمان المركبات الفضائية الخاصة.
 

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم