زيارة ملك وملكة إسبانيا لمعبد الدير البحري بالأقصر
زيارة ملك وملكة إسبانيا لمعبد الدير البحري بالأقصر
زيارة ملك وملكة إسبانيا لمعبد الدير البحري بالأقصر1
زيارة ملك وملكة إسبانيا لمعبد الدير البحري بالأقصر2
زيارة ملك وملكة إسبانيا لمعبد الدير البحري بالأقصر3
زيارة ملك وملكة إسبانيا لمعبد الدير البحري بالأقصر4
-
1 / 5
في مشهد تاريخي مهيب شهدته مدينة الأقصر، استقبلت مصر الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا والملكة ليتيزيا في زيارة رسمية حملت الكثير من الدلالات الثقافية والسياسية. منذ لحظة وصولهما إلى مطار الأقصر الدولي، كان في استقبالهما وزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحي ومحافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة وسط مراسم رسمية وحفاوة بالغة من أبناء المحافظة الذين تابعوا هذه الزيارة باهتمام كبير. وقد انطلقت الرحلة مباشرة إلى البر الغربي، حيث يقع معبد الدير البحري الشهير، أحد أبرز المعالم الأثرية التي تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة.
جولة ملكية في معبد الملكة حتشبسوت
داخل المعبد، توقف الملك والملكة أمام الأعمدة الضخمة والجداريات المزخرفة التي تروي إنجازات الملكة حتشبسوت، إحدى أعظم الملكات في التاريخ الفرعوني. وقد أبدى الملك فيليبي السادس وزوجته إعجابًا بالغًا بروعة التفاصيل المعمارية والفنية التي تعكس عبقرية المصري القديم في البناء والزخرفة. كان التجول بين أروقة المعبد فرصة للتأمل في عظمة الماضي الذي صنعه المصريون قبل آلاف السنين، وللتعبير عن تقدير عميق لتاريخ إنساني مشترك يربط ضفتي المتوسط. وقد حرص الوفد الإسباني على الاستماع إلى شروح مفصلة من المرشدين السياحيين حول الحياة الدينية والسياسية في عصر الملكة حتشبسوت، الأمر الذي أضفى عمقًا ثقافيًا على الزيارة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الأقصر متحف مفتوح أمام العالم
لا يمكن لأي زائر أن يخطو في الأقصر دون أن يشعر بأنه يسير وسط متحف مفتوح يضم شواهد خالدة على الحضارة الفرعونية. وقد شكلت زيارة الملك وملكة إسبانيا مناسبة لتسليط الضوء على مكانة المدينة كأحد أهم المقاصد السياحية العالمية، ليس فقط بسبب معابدها ومقابرها الشهيرة، بل أيضًا لما تحمله من روح حضارية نابضة بالحياة. التفاعل الشعبي الكبير مع الحدث يعكس فخر المصريين بتراثهم وحرصهم على إظهاره بأجمل صورة أمام ضيوفهم، فيما يعزز وجود شخصيات ملكية رفيعة المستوى من مكانة الأقصر كوجهة لا غنى عنها في برامج السياحة العالمية.
دلالات ثقافية وسياسية عميقة
لم تكن الزيارة مجرد جولة سياحية تقليدية، بل حملت رسائل ودية عميقة بين مصر وإسبانيا. فهي تفتح آفاقًا أوسع لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الثقافة والسياحة والاقتصاد، وتؤكد على أهمية الدبلوماسية الثقافية في بناء جسور التواصل بين الشعوب. كما أن حضور الملك والملكة في معبد حتشبسوت تحديدًا له رمزية خاصة، إذ يجسد لقاء بين ملكة عظيمة من الماضي وملوك الحاضر، بما يعكس استمرارية الروح الإنسانية في البحث عن الجمال والمعرفة والتاريخ. مثل هذه الزيارات تعزز التعاون الدولي وتعيد التأكيد على أن التراث الإنساني ملك للبشرية كلها، وليس حكرًا على بلد دون آخر.
إن زيارة ملك وملكة إسبانيا لمعبد الدير البحري بالأقصر حدث له قيمة استثنائية، فهي تعيد تسليط الضوء على عظمة الحضارة المصرية وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي والسياحي بين القاهرة ومدريد. كما أنها تذكر العالم بأن الأقصر ستظل دائمًا شاهدة على تاريخ خالد، ووجهة تلهم الزائرين مهما تعددت الأزمان والجنسيات، لتبقى ملتقى للحضارات ووجهة ملكية بامتياز.