عودة حديقة علم الإمارات: احتفاء بالوحدة والفخر الوطني
في أجواء تزدان بألوان الفخر والانتماء، تعود حديقة علم الإمارات لتضيء سماء دبي مجددًا، معلنة انطلاق موسم جديد من الاحتفال بالهوية والوحدة الوطنية. ومع اقتراب يوم العلم الإماراتي في الثالث من نوفمبر، اكتست شواطئ أم سقيم هذا العام بآلاف الأعلام التي ترفرف بفخر تحت ظلال برج العرب، في مشهد يختصر روح الاتحاد ويعبر عن الولاء لوطنٍ صنع المعجزات بقيادته وشعبه.
لوحة وطنية في قلب دبي
تُعد حديقة علم الإمارات من أبرز الفعاليات التي تنتظرها الإمارة كل عام، إذ تجمع بين الفن والإبداع والرمز الوطني في مساحة واحدة تنبض بالحياة. ومنذ انطلاقها للمرة الأولى قبل اثني عشر عامًا، أصبحت وجهة رئيسية للاحتفال بـ يوم العلم واليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. تقع الحديقة على شاطئ أم سقيم في موقع استثنائي يطل على برج العرب، وتستقبل زوارها هذا العام من الجمعة 31 أكتوبر وحتى السبت 10 يناير، لتتيح الفرصة أمام الجميع لالتقاط صور تذكارية وسط آلاف الأعلام التي تزين المكان بألوانها الزاهية.
الحديقة هذا الموسم تحمل طابعًا خاصًا، إذ تأتي ضمن فعاليات “زايد وراشد” التي تنظمها إمارة دبي تكريمًا لرمزين خالدين في ذاكرة الوطن، هما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة وباني نهضتها، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أحد رواد التنمية في دبي وصانع ملامحها الحديثة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إبداع بصري ورسائل عميقة
تتميز حديقة علم الإمارات هذا العام بفكرة فنية مبتكرة من تنفيذ "براند دبي"، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، حيث تم تنسيق آلاف الأعلام لتشكل صورة جوية عملاقة للزعيمين المؤسسين يمكن رؤيتها من الأعلى. هذا العمل الفني لا يمثل مجرد احتفال رمزي، بل يجسد رؤية الإمارات في الدمج بين الفن والهوية الوطنية، ويعبر عن الامتنان للآباء المؤسسين الذين وضعوا أسس الاتحاد والازدهار.
إضافة إلى الجمال البصري اللافت، تمثل الحديقة مساحة عامة مفتوحة تدعو الناس من مختلف الجنسيات للتأمل في قصة نجاح الإمارات، دولة استطاعت أن تجمع بين الحداثة والجذور، وبين الابتكار والولاء. ومع انعكاس الأعلام على مياه الخليج العربي، يبدو المشهد كقصيدة حب للوطن تروى بالألوان والضوء.
يوم العلم الإماراتي 2025: رمز يتجدد
يُصادف يوم العلم الإماراتي هذا العام يوم الاثنين 3 نوفمبر 2025، وهو تقليد وطني يجسد فخر الإماراتيين وولاءهم لقيادتهم ووطنهم. وتأتي حديقة علم الإمارات هذا العام لتضيف بُعدًا جديدًا للاحتفالات، فهي ليست فقط مساحة للزيارة والتصوير، بل منصة للتعبير عن روح الاتحاد والتلاحم الشعبي. وخلال هذه الفترة، ترفع المؤسسات الحكومية والمدارس والمنازل الأعلام في توقيت موحد، تأكيدًا على وحدة الصف الوطني واستمرارية النهج الذي بدأ عام 1971.
هذه المناسبة، التي تُحتفى بها للعام الثالث عشر منذ انطلاقها، تذكّر الجميع بأن العلم ليس مجرد راية، بل قصة وطنٍ يتجدد عطاؤه كل يوم، وأن الحلم الإماراتي لا حدود له طالما ترفرف رايته شامخة في السماء.
وفي ختام هذه الفعالية الوطنية البهيجة، تظل حديقة علم الإمارات أكثر من مجرد مشهد جمالي؛ إنها مساحة رمزية تروي للعالم قصة وطنٍ متوحدٍ، مؤمنٍ بمستقبله، وفخورٍ بجذوره، ووجهة تلهم الزوار بأن الولاء والهوية يمكن أن يتحولا إلى عمل فني نابض بالحياة تحت راية واحدة تجمع الجميع.