السوق الكبير: قلب إسطنبول النابض بالتجارة والمذاق

  • تاريخ النشر: السبت، 08 نوفمبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
السوق الكبير: قلب إسطنبول النابض بالتجارة والمذاق

في قلب إسطنبول القديمة، حيث تختلط رائحة التوابل بصوت الباعة وصدى خطوات الزوار بين الممرات الحجرية، يقع السوق الكبير، أو كما يسميه الأتراك "كابالي جارشي"، أحد أقدم وأشهر الأسواق المسقوفة في العالم. تأسس هذا السوق في القرن الخامس عشر بأمر من السلطان محمد الفاتح، ولا يزال حتى اليوم يعج بالحياة، ويُعد وجهة أساسية لكل من يزور المدينة، سواء كان يبحث عن الهدايا أو يريد ببساطة أن يعيش تجربة أصيلة تعبق بالتاريخ.

متاهة الألوان والعطور والذهب

عند دخول السوق الكبير، يبهرك مشهد الممرات المزخرفة والمحال التي تتنافس في عرض منتجاتها المتنوعة. يمتد السوق على مساحة ضخمة تضم أكثر من 4000 متجر متلاصق، وكل ركن فيه يحمل قصة من التراث العثماني. تجد محلات الذهب والفضة تلمع تحت الأضواء، وأخرى تبيع السجاد اليدوي الفاخر والأقمشة المطرزة بألوان زاهية، إضافة إلى الزجاج المصنوع يدويًا والمشغولات النحاسية. في بعض الزوايا، تفوح روائح القهوة التركية الطازجة والبهارات القادمة من الأناضول والهند، مما يجعل التجول فيه تجربة حسية كاملة لا تُنسى.

تجربة الطعام داخل السوق

بعد جولة التسوق الطويلة، سيجد الزائر نفسه محاطًا بخيارات لا تُحصى من المطاعم والمقاهي التقليدية. يمكن للزائر أن يبدأ باستراحة قصيرة لتذوق فنجان من القهوة التركية الأصيلة أو كوب من الشاي بالنعناع يقدم في كؤوس صغيرة مزخرفة. ثم يمكنه التوجه إلى أحد المطاعم الصغيرة التي تقدم وجبات تركية تقليدية مثل الكباب، والدونر، والفطائر المحشوة بالجبن أو السبانخ، إلى جانب الحلويات الشرقية الشهيرة مثل البقلاوة والكنافة. وتُعد هذه المطاعم جزءًا من هوية السوق، حيث تمتزج نكهات الطعام مع أجواء التاريخ، ما يجعل تجربة تناول الطعام هنا مختلفة عن أي مكان آخر في إسطنبول.

نصائح للاستمتاع بتجربتك

لزيارة مثالية للسوق الكبير، من الأفضل الحضور في الصباح الباكر لتجنب الازدحام الشديد في منتصف اليوم. لا تتردد في المساومة، فهي جزء من ثقافة التسوق التركية، وغالبًا ما تكون ممتعة لكلا الطرفين. حاول أيضًا التجول في الممرات الجانبية الأقل ازدحامًا، فهناك ستكتشف ورشًا صغيرة للحرفيين الذين ما زالوا يصنعون منتجاتهم يدويًا بأساليب تقليدية. ولا تنسَ اصطحاب بعض النقود النقدية، فليس كل المحلات تقبل الدفع الإلكتروني، خاصة المحال القديمة.

في نهاية جولتك داخل السوق الكبير، ستخرج محملاً ليس فقط بالمشتريات، بل بذكريات عن مدينة تنبض بالحياة من كل زاوية. فإسطنبول ليست مجرد وجهة للتسوق، بل هي تجربة حسية وثقافية عميقة، والسوق الكبير هو قلبها النابض الذي يجمع بين عبق التاريخ وروح الحاضر في مشهد لا يُنسى.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم