تذكيراً بالحقبة السوداء: العراق يحتفظ ببقايا الدواعش في هذا المتحف

رسالة لكل من يزوره بما يمكن أن يفعله التعصب الديني في أي أمة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 20 نوفمبر 2019
تذكيراً بالحقبة السوداء: العراق يحتفظ ببقايا الدواعش في هذا المتحف

بعد انتهاء حلم الخلافة لتنظيم داعش الإرهابي في أرض العراق نهاية عام 2017، قررت الاستخبارات العسكرية العراقية توظيف البقايا المرعبة لهذا التنظيم الدموي في متحف يتناول أبرز ملامح تلك الحقبة السوداء في تاريخ بلاد الرافدين.

هناك، أسفل مقر الاستخبارات العسكرية العراقية بالعاصمة بغداد، في نهاية ممر مغطى بسجاد أحمر اللون، تستقر البقايا المرعبة لأحلك فصل شهدته العراق وقت سيطرة الدواعش على مساحات شاسعة من البلاد.

وبحسب شبكة CNN الأمريكية، قرر جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية، أن يكون هذا المتحف بمثابة تحذير من أولئك الذين يحلمون بتأسيس دولتهم على أنقاض سوريا والعراق.

بمجرد دخولك إلى بهو المتحف، تقابلك تماثيل على هيئة إرهابي داعش، ترتدي زيهم التقليدي، مثلمين، يحملون في إيديهم علم التنظيم بلونيه الأبيض والأسود، لكنه مقلوباً في إشارة إلى استعادة العراقيين بلادهم من قبضة التنظيم الإرهابي.

تذكيراً بالحقبة السوداء: العراق يحتفظ ببقايا الدواعش في هذا المتحف

وفي أحد الأجنحة، تجد كتيبات توضح المناهج التي كانوا يعلمونها لأطفالهم، ليست كمثيلتها في أي مكان، فهذه المناهج لا تعلِم سوى العنف وفنون الحرب وإراقة الدماء وصناعة الأسلحة وغير ذلك من الوسائل الإجرامية.

تذكيراً بالحقبة السوداء: العراق يحتفظ ببقايا الدواعش في هذا المتحف

ففي مادة الحساب على سبيل المثال، يتعلم الأطفال مهارة الجمع من خلال عد أسلحة الكلاشينكوف طراز AK 47.

تذكيراً بالحقبة السوداء: العراق يحتفظ ببقايا الدواعش في هذا المتحف

إلى جانب ذلك يضم المتحف، بقايا العملات الداعشية، التي كان التنظيم بدأ عملية سكها؛ تمهيداً لفرض نظامهم الاقتصادي.

تذكيراً بالحقبة السوداء: العراق يحتفظ ببقايا الدواعش في هذا المتحف

كذلك يمكنك مشاهدة لوحات معدنية للسيارات واستعدادات لإصدار جوازات سفر تحمل أختامهم.

انتقل إلى غرفة جديدة داخل المتحف، تجد بعض الطائرات بدون طيار، كان يستعد التنظيم الإرهابي لاستخدامها في هجماته.

تذكيراً بالحقبة السوداء: العراق يحتفظ ببقايا الدواعش في هذا المتحف

وهناك مقاطع مصورة موجودة داخل المتحف، توضح كيف كان هؤلاء يتمتعون بارتكاب الجرائم المشينة من قتل واغتصاب تحت ستار الدين.

وهدف جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية، بجمع بقايا التنظيم الإرهابي؛ إلى فهم الدواعش ودراسة نفسيتهم الإجرامية.

وأكد عدد من المسؤولين بالاستخبارات العراقية، أن لديهم وثائق توضح حجم المبالغ التي جرى توفيرها للخلافة المزعومة من مبيعات النفط المهرب والكنوز الأثرية، فضلاً عن الضرائب المحلية وعائدات الزراعة من الأراضي المسروقة من الإيزيديين وغيرهم.

وتحت لافتة مكتوب عليها: لا تنسوا جرائم عصابات داعش الإرهابية، تُذكّر الاستخبارات العراقية كل من يزور المتحف وخاصة العراقيين، بما يمكن أن يفعله التعصب الديني في أي أمة.

يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي، سيطر على مساحات شاسعة من العراق عام 2014 وارتكب جرائم ضد الإنسانية من سرقة ونهب لخيرات البلاد وقتل المئات من أهلها، قبل أن تتمكن بغداد بعد أكثر من 3 سنوات، من استعادة كامل أراضيها من قبضة هذا التنظيم نهاية عام 2017.

وعلى الرغم من إعلان بغداد والتحالف الدولي، إنهاء داعش في العراق؛ لا يزال التنظيم يملك خلايا نائمة تشن هجمات في أرجاء مختلفة من البلاد بين الحين والآخر.