السعودية: افتتاح متحف البحر الأحمر في 6 ديسمبر

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
السعودية: افتتاح متحف البحر الأحمر في 6 ديسمبر

تستعد جدة التاريخية لاستقبال صرح ثقافي جديد يعيد إحياء ذاكرة البحر الأحمر ويُبرز مكانته الحضارية، مع إعلان هيئة المتاحف افتتاح متحف البحر الأحمر يوم السبت 6 ديسمبر المقبل داخل أروقة باب البنط التاريخي، أحد أهم مباني جدة المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. يأتي افتتاح المتحف ليؤكد توجه المملكة نحو تعزيز مكانة القطاع الثقافي، وصون الإرث البحري والإنساني الذي شكّل هوية المجتمعات المطلة على البحر الأحمر عبر قرون طويلة، وإبرازه في قالب حديث يجمع بين المتعة المعرفية والتجربة البصرية التفاعلية.

في هذا السياق، شدّد صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة المتاحف، على أن المتحف يُجسّد التزام المملكة بحفظ تراثها الوطني، انسجامًا مع رؤية 2030 التي تسعى إلى بناء بنية ثقافية مستدامة تُعزّز جودة الحياة، وتدعم الإبداع والفنون، وتتيح للمبدعين مساحات أوسع للحضور والتأثير. ويأتي المتحف ليترجم هذا التوجّه عبر تجربة ثقافية شاملة تعتمد على التقنيات الحديثة والممارسات البحثية المتقدمة، مع تعزيز التعاون المؤسسي محليًا وعالميًا، وتقديم محتوى تعليمي تفاعلي يخاطب مختلف الفئات العمرية.

يقع المتحف داخل مبنى باب البنط التاريخي، الذي أعيد ترميمه وفق أعلى معايير الاستدامة البيئية للمباني التراثية، ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. ويُعد باب البنط من أقدم بوابات جدة البحرية، حيث شكّل عبر أكثر من قرن نقطة اتصال بين المدينة والعالم الخارجي، ومركزًا لحركة التجارة والمسافرين والحجاج. اليوم يعود المبنى إلى واجهة المشهد الثقافي ليكون جسرًا حيًا بين الماضي والحاضر، ويبرز جدة التاريخية بوصفها ملتقى حضاريًا نابضًا على سواحل البحر الأحمر.

ويقدّم المتحف لزوّاره تجربة فريدة تمتد عبر 23 قاعة تضم أكثر من 1000 قطعة أثرية وفنية، تُعرض ضمن سبعة محاور رئيسية تُعيد سرد التاريخ البحري والإنساني للبحر الأحمر بأسلوب يجمع بين السرد التاريخي والتجربة التفاعلية. وتشمل هذه المحاور تاريخ مبنى باب البنط وتحوّلاته، وأصول البحر الأحمر ودلالاته الثقافية، وأدوات الملاحة والخرائط القديمة، بالإضافة إلى التنوع البيئي للمجتمعات الساحلية، ومسارات التجارة البحرية، ورحلات الحج التي عبرت مياه البحر الأحمر، وصولًا إلى الأعمال الفنية التي جسّدت حياة المنطقة وصاغت هويتها البصرية.

كما يحتضن المتحف مجموعة واسعة من المقتنيات النادرة تشمل الخزف الصيني، ومباخر العود، والمرجان والحُلي، والخرائط والأدلة البحرية، والمخطوطات والصور التاريخية، إلى جانب أعمال فنية حديثة لفنانين سعوديين ودوليين، في عرض يُعيد وصل الماضي بالحاضر ضمن سردية بصرية ثرية تُبرز الإبداع المرتبط بالبحر الأحمر.

ويشهد الافتتاح إطلاق أول معرض مؤقت تحت عنوان "بوابة البوابات" للفنان السعودي معاذ العوفي، بإشراف القيّم الفني فيليب كاردينال، حيث يُوثّق المعرض التحوّلات المعمارية والرمزية لباب البنط، ويعرض رؤى فنية معاصرة تُعيد قراءة التاريخ من خلال لغة بصرية نابضة تعكس علاقة المكان بالإنسان عبر الزمن.

ولا يقتصر دور المتحف على العروض الفنية؛ بل أُعد له برنامج عام ثري يشمل ورش عمل ودورات تدريبية وندوات وحوارات مفتوحة، تُسهم في تمكين الحرفيين المحليين ضمن مبادرة "صُنع في البحر الأحمر"، ودعم مشاريع فنية مستدامة مثل "فن البحر الأحمر"، إلى جانب تنظيم عروض موسيقية تحتفي بتراث المنطقة وتستكشف امتداداته الإبداعية المعاصرة.

ويؤكد افتتاح متحف البحر الأحمر حرص المملكة على تعزيز حضورها الثقافي عالميًا، وبناء اقتصاد معرفي قائم على الثقافة، ودعم التنمية المستدامة في جدة التاريخية، لتستمر المدينة في أداء دورها بوصفها نقطة التقاء حضاري وإنساني وثقافي على ضفاف البحر الأحمر.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم