تغير المناخ يسبب اضطرابات جوية تشكل خطراً على رحلات الطيران

ربطت بعض الدراسات بين ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري وزيادة الاضطرابات الجوية التي قد تواجهها الطائرات. يتعلق ذلك بتأثير حرارة الغلاف الجوي على حركة الرياح.

هذا لا يعني أن حوادث الطيران ستصبح أكثر شيوعاً، فقد اتخذت شركات الطيران تدابير تجنب مناطق الهواء المضطرب، واستفادت من التحسن في التنبؤ بالاضطرابات الجوية.

هل الاحتباس الحراري يسبب المزيد من الاضطرابات الجوية؟

نعم، بحسب ورقة بحثية شارك في تأليفها بول ويليامز، وهو أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة، في هذه الورقة، تبين أنه في جميع أنحاء العالم، أصبح من الواضح أن الغلاف الجوي قد تغير بشكل كبير منذ أن بدأ العلماء برصده لأول مرة عن طريق الأقمار الصناعية في أواخر السبعينيات من القرن العشرين.

تشير الورقة أيضاً إلى أن ظاهرة تعرف باسم رياح القص Wind shear، وهي ظاهرة مناخية ناتجة عن اختلاف مفاجئ في سرعة الرياح على ارتفاعات مختلفة، قد زادت بنسبة 15% منذ عام 1979.

لكن ما هي علاقة رياح القص باضطرابات الغلاف الجوي؟

عندما تزداد ظاهرة رياح القص، تؤدي الاختلافات في سرعات الرياح إلى خلق اضطرابات في الغلاف الجوي تشبه إلى حد كبير الأمواج.

هل تؤثر الاضطرابات الجوية على الطائرات؟

يصعب تحديد ذلك الآن، لكن إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية تتعقب الحوادث الجوية الخطيرة الناجمة عن الاضطرابات الجوية. وهي الحوادث التي يضطر فيها الركاب إلى البقاء في المستشفى أكثر من 24 ساعة.

وفقاً لتقرير المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2021، شكلت الاضطرابات الجوية 37.6 في المائة من جميع الحوادث التي تعرضت لها شركات الطيران التجارية الكبرى من عام 2009 حتى عام 2018.

لماذا تواجه الطائرات اضطرابات جوية غير متوقعة؟

يقول ويليامز إن الغلاف الجوي تغير كثيراً نتيجة الاحتباس الحراري، هذا يعني أن الطائرات لا تحتاج إلى التحليق في سحابة أو بالقرب من عاصفة لتواجه اضطراباً جوياً. تشهد الرحلات الجوية على نحو متزايد ما يعرف باسم "الاضطرابات الجوية غير المتوقعة".

في 1 مارس/آذار 2023. تعرضت رحلة شركة لوفتهانزا رقم 469 المتجهة من أوستن بولاية تكساس الأميركية إلى فرانكفورت بألمانيا لاضطراب هوائي غير متوقع، تناثر الطعام وكل شيء غير ثابت في مقصورة الركاب نتيجة ذلك، وأجبرت الطائرة عنها للهبوط في مطار واشنطن دالاس الدولي بولاية  فيرجينيا الأمريكية، ثم نقل 7 ركاب إلى المستشفيات نتيجة إصابتهم بجروح طفيفة.

بينما تستطيع شركات الطيران التنبؤ بمخاطر الاضطرابات الجوية الناجمة عن العواصف وتجنبها، لكن اضطرابات الهواء غير المتوقعة لا تظهر بالرادار ولا بالعين المجردة.

ما مدى خطورة الاضطراب الجوية؟

قال ويليامز إنه الإصابات التي قد يتعرض لها الركاب والطاقم تختلف حسب شدة الاضطراب الجوي، ويمكن أن تؤدي بعض الاضطرابات الجوية إلى إصابات خطيرة للغاية تتطلب تدخلا طبياً.

على الرغم من ذلك، يقول الخبراء أن الاضطرابات الشديدة في الغلاف الجوي يمكن أن تسبب إصابات خطيرة للركاب، لكنها من غير المرجح أن تسبب سقوط الطائرة.