حكاية برج القاهرة: أطول "لا" في التاريخ

  • تاريخ النشر: الإثنين، 19 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 20 ديسمبر 2020
حكاية برج القاهرة: أطول "لا" في التاريخ

أطول كلمة لا في التاريخ، يتربع في وسط القاهرة على شكل زهرة اللوتس الخرسانية، وبُني بأموال رشوة الأمريكان للمصريين، إنه برج القاهرة.

حاولت الولايات المتحدة الأمريكية، جعل مصر تتراجع عن موقفها مع القضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وذلك بمنحها 6 ملايين جنيه في صورة دعم للإنفاق على البنية الأساسية، إلا أن الرئيس المصري حينها، جمال عبد الناصر، أخذ هذه الأموال وقرر بناء هذا الصرح ليتركه رمزاً لكرامة مصر.

ويعد برج القاهرة من أشهر معالم مصر الحديثة، وهو تحفة معمارية بناها المصريون على شكل زهرة اللوتس التي تعد من الرموز المصرية القديمة.

بناء برج القاهرة

بُني البرج في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بين عامي 1956 و1961، وهو يتوسط فرعي النيل وسط القاهرة في جزيرة الزمالك، وصممه المهندس الراحل نعوم شبيب، الذي اخترع طريقة تنفيذ فريدة لهذا المشروع أُطلق عليها أقواس شبيب، وشارك في بناء البرج نحو 500 عامل مصري.

كان البرج عبارة عن خرسانة مسلحة مصممة على شكل زهرة اللوتس، واستُخدم في بناء قاعدته الجرانيت الأسواني الذي كان يُستخدم في بناء المعابد المصرية القديمة.

ويتكون البرج من 16 طابقاً ويصل ارتفاعه إلى 187 متراً وهو أعلى بمقدار 43 متراً من الهرم الأكبر، ولم يكن أطول برج في العالم في ذلك الوقت لكنه كان يأتي بعد برج إيفل.

معالم القاهرة من أعلى برج القاهرة

وفي الطابق الـ15 يوجد مطعم سياحي على منصة دوارة، حيث يمكنك عند الجلوس في المطعم رؤية معالم القاهرة من جميع الزوايا.

ويتسع المطعم لأكثر من 100 زائر، وعند الوقوف على قمة البرج تتاح لك رؤية بانورامية كاملة لأحياء القاهرة الكبرى وكذلك الأهرامات وأبو الهول ونهر النيل ومبنى التليفزيون وقلعة صلاح الدين.

أموال الرشوة الأمريكية

ويذكر المؤرخ المصري العسكري جمال حماد، أن الأموال التي صُرفت في بناء هذا البرج كانت أموال أمريكية دُفعت إلى الحكومة المصرية كرشوة عن طريقة سفارتها في مصر؛ بهدف التأثير على موقفها المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، لكن تلك الأموال وُضعت في بناء البرج.

ولهذا السبب أُطلق على البرج اسمان، فالأمريكان أطلقوا عليه اسم شوكة عبد الناصر، أما المصريون فقد أطلقوا عليه وقف روزفلت، كدليل على صمود مصر وتمسكها بالعلاقات مع الجزائر، كما وُصف بأنه أطول كلمة "لا" في التاريخ.

ترميم برج القاهرة

وتم تجديد وترميم برج القاهرة في عمل استمر سنتين من 2006 إلى 2008، نفذته شركة المقاولون العرب المصرية، بكلفة 15 مليون جنيه.

وتضمنت أعمال التجديد، معالجة وترميم خرسانة البرج وإضافة عدد 3 أدوار هياكل معدنية أسفله ودور آخر أعلى المدخل الرئيسي مباشرة وإنشاء سلم للطوارئ ومصعد للزائرين، كما تم تطوير مدخل البرج وتشطيب واجهته وإضافة إضاءات خارجية جديدة.

ويبقى برج القاهرة حتى الآن صرح من أهم المعالم السياحية المصرية الحديثة.