مدينة الدرعية القديمة .. تاريخ ينبض بالحياة

تحتضن مدينة الدرعية القديمة التاريخ السعودي، وتقدم للعالم أهم منطقة تراثية في المملكة كلها، والتي يمكنك من خلالها أن تلقي نظرة عما كان يحدث قديمًا بالمملكة، وكيف تغيرت معالمها من الماضي لما آلت إليه الآن، كما تضم المدينة العديد من المواقع الأثرية التي عليك زيارتها للتعرف على المزيد من القصص التاريخية تلك.

مدينة الدرعية القديمة

لؤلؤة المملكة، الدرعية هي الشاهد القديم على بدايات المملكة وتحمل التاريخ بين جنباتها، لذلك تحولت من مجرد منطقة إلى مكان مميز للعديد من السعوديين، حيث الثقافة والتراث الذي يعود لأكثر من 300 عام، حملت معها الكثير والكثير من الأحداث الهامة للتاريخ السعودي.

تقع الدرعية على بعد 20 دقيقة من مدينة الرياض، فإذا كنت من القادمين للعاصمة سيكون عليك زيارتها على الفور، حيث يمكنك القيام بذلك عن طريق استئجار سيارة أجرة لاستكشاف المنطقة كليا.

تمثل رمزا وطنيا للسعوديين لكونها العاصمة الأولى للسعودية القديمة، فهناك نادى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالتجديد وناصره الشيخ محمد بن سعود، لتكون الدرعية الركيزة الأولى لذلك من حيث القدرة على إدارة الدولة وحكمها وتنظيمها دينيا ودنيويا والنهوض بها بشكل كبير.

كانت الدرعية هي أشهر مدن العرب في القرنين الثاني عشر والثالث عشر هجريا، حتى دمرت من قبل الجيوش العثمانية 1818م.

سميت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة الدروع التي عاشت بوادي حنيفة منذ زمن بعيد، ويعتقد البعض أن تاريخ المدينة يعود للعصور الجاهلية، بعد وصول قبيلة بني حنيفة إلى المكان من عالية نجد وأطراف الحجاز لتقيم به.

أنشأت المدينة نفسها على يد مانع بن ربيعة المريدي، وهو قريب لصاحب حجر اليمامة، وبدأ التأسيس بحي غصيبة الشهير، ثم انتشر التوسع لتتكون المدينة من الأحياء المتعددة.

كانت المدينة الأولى هي ملتقى الحجاج والقوافل التجارية التي تمر بالمملكة، وأكثر ما يميزها هو المنازل الطينية القديمة التي تحمل عبق التاريخ.

أعلنت منظمة اليونسكو المدينة من مناطق التراث والأثار القديم عام 2010، حيث إنها الأفضل والأكثر شهرة من بين الأماكن التراثية بالمملكة كلها، وحتى الآن يتم تطويرها لتشمل العديد من المشروعات التنموية لتعيد تقديم نفسها في ثوبها الجديد.

تعرضت الدرعية قديما للعديد من الصعوبات، وهو ما أدى إلى انتهاء السعودية الأولى، وخلال المملكة الثانية تم النظر غلأيها على أنها من المدن التاريخية التي تحتاج إلى إعادة بناء، وهو ما تم بالفعل، للحصول على دولة نجدية جديدة.

أفضل أماكن السياحة في مدينة الدرعية القديمة

هناك الكثير من الأماكن التي عليك زيارتها خلال تواجدك بمدينة الدرعية، ومن أهم هذه الأماكن ما يلي:

حي الطريف

هو المكان الأغنى بالتراث في المدينة وتوجد به الكثير من المتاحف المميزة، ويمكنك زيارة المنازل المشيدة على الطريقة القديمة هناك للتعرف على حياة السعوديين في الماضي، وكيف كانوا يعيشون.

يحتوي الحي على الكثير من القلاع والمباني المميزة والتي تعود لعصور المملكة الأولى عام 1727م، ومنها المباني الإدارية للدولة، وأيضا قصر سلوى، وقصر ناصر بن سعود، وقصر سعد بن سعود، وقصر الضيافة وحمام طريف.

منتزه الدرعية

من أفضل المنتزهات التي تتكون من مجموعة من البحيرات المنتشرة على أطراف الميدان، وهناك انتشرت المتاجر الحديثة التي تتميز بالطابع المعماري الجديد، وتقام هناك الكثير من العروض والفعاليات أيضا التي تجذب الزوار إلى المكان وخاصة السياح.

حي سمحان

يضم مجموعة من المباني الطينية يصل عددها إلى 36 مبنى ويلتحق السياح به للحصول على أفضل مشاهدة للمعمار القديم.

حي غصيبة

من أوائل الأحياء لاالتي برزت بالدرعية القديمة، وأيضا لعبت دورا ممتازا في حماية قوافل الحج والتجارة في الماضي، ويعتبر أكبر أحياء المدينة القديمة.

الأبراج التاريخية

تضم المنطقة مجموعة كبيرة من الأبراج القديمة ومنها برج فيصل، وبرج القميرية وأبراج المغيصيبي، ومسجد الظهيرة وبرج شديد اللوح.

قصر سلوى

بني هذا القصر على يد الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود، وسمي القصر بهذا الاسم بسبب المنطقة التي يتبعها وتحمل نفس الاسم، وشيد بغرض السكن فيه من قبل الأمير لإدارة المكان والحكم.

يعتبر من المعمار الفني المتميز بالمنطقة ويقصده العديد من السياح خاصة لالتقاط الصور به، حيث صمم على النظام المعماري النجدي، وكان محاطا بسور كبير وعدد من الأبراج العالية التي كانت تعمل في الماضي على حماية المدينة. 

حي البجيري

من المناطق ذات الطبيعة الخلابة والجذابة، فهي تتواجد بشمال المدينة، وأكثر ما يميزه هو التصميم المعماري هناك، وهو أول ما يجذب الزائر لاستطلاعه.

الحي مقام على قرابة الـ 60 ألف متر مربع، والأثار الموجودة به تعود لنشأة المملكة، بالإضافة لمنطقة مليئة بالمناظر الطبيعية والخضرة تستقبل العائلات في كل وقت، وتقدم الكثير من الخدمات الترفيهية للزائرين أيضا.

وادي حنيفة

من أفضل الأماكن في مدينة الدرعية القديمة والذي يملك إطلالة ساحرة على الدرعية والعيينة وعرقة، ويمكنك الاستمتاع بنزهة لا تقارن بمنتزهاته، ومشاهدة موسم هجرة الطيور من هناك بالإضافة إلى الممر الأخضر الذي يغزو الوادي.

متحف الدرعية

إذا زرت هذا المتحف سيكون عليك ألا تفوت مشاهدة قصر سلوى الشهير، بالإضافة إلى القطع الأثرية الموجودة بالمكان والرسوم والنقوش التي تروي قصة التراث السعودي والتاريخ للزوار.

مسجد الإمام محمد بن سعود

هو من أهم الأماكن الموجودة في حي الطريف، ولا يقتصر المكان على الجامع فقط، بل هو مجمع يضم المسجد وساحة تعتبر مكانا للإمام والمؤذن، بالإضافة إلى الحديقة الكبرى التي تعرض افضل النباتات التي أخذت من كافة المملكة.

يمكن أن يصلي بالمسجد أكثر من ألفي شخص بالداخل إلى جانب الساحة التي تتسع إلى 700 مصلي.