قصر المربع التاريخي في الرياض .. شاهد على التاريخ

  • تاريخ النشر: الإثنين، 07 نوفمبر 2022
قصر المربع التاريخي في الرياض .. شاهد على التاريخ

قصر المربع التاريخي من أعظم القصور الشاهدة على التاريخ في المملكة، فقد كان قائمًا منذ تأسيس الدولة وفيه ستتعرف على الكثير من أمورها، وترى العديد من الأسرار التي يخبئها، لذلك يبقى ذو قيمة كبيرة لدى السعوديين، ويدهش زواره دائما بالأسرار.

قصر المربع التاريخي

يفكر الكثيرين فيمن أسس المملكة السعودية، وكيف كان يعيش، ولكن الإجابة الحقيقية تكمن لدى هذا القصر الشاهد على الكثير من الأحداث التاريخية التي أدت بالمملكة لما هي عليه الآن.

كان هذا القصر رائع التصميم منزلًا لمؤسس الدولة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، وهو أحد أعمدة التاريخ السعودي العريق، ويمكنك أن ترى القصر بعيدًا عن أسوار مدينة الرياض القديمة، وبالتحديد في الأراضي الشتوية الزراعية، ويعتبر نقطة البداية للتوسع الحضاري الذي شمل الرياض.

شهد القصر في سنواته الأولى الكثير من الرخاء والتقدم على كافة الأصعدة، ثم سكن به الملك عبد العزيز بداية من عام 1938 غلى أن توفي عام 1953.

استغرق العمل بالقصر والمنطقة حوله أكثر من 10 سنوات، وتم الانتهاء من العمل عام 1366هـ، وداخل القصر ستجد ساحة لفناء كبير مكشوف، تدور حوله الوحدات السكنية، وهو تصميم مميز عن بقية القصور التي تعرفها، وذلك لارتباطه بالمعمار النجدي القديم.

ويوصف القصر بأنه مستطيل الشكل وكانت بوابته في اتجاه الغرب، والتي تم نقلها لاحقا إلى الجنوب، بالإضافة إلى ثلاثة ممرات علوية تربط القصر بالمسجد المجاور له والذي اعتاد الملك عبد العزيز التنقل خلالها.

يتكون قصر المربع التاريخي من 16 غرفة مخصصة للديوان الملكي ومساعدي الملك والخدم، أما زوار الملك فكان يتم استقبالهم في الطابق العلوي في قاعة مخصصة لهذا الأمر وهي القاعة الكبرى، أما القاعة الصغرى فكان يتم استخدامها كمجلسًا شتويًا للملك.

تعرض القصر للترميم، لكنه ظل محتفظًا بطرازه الفريد الذي لن يتكرر بسهولة، حيث كان مبنيًا من الطوب اللين والقش كبقية الأبنية التي كان يتم بناؤها في هذا العصر، أما الديكورات الداخلية فكانت نقوشًا منحوتة على الجص، وبالنظر إلى الأسقف ستجد أنها كانت مصنوعة من الجريد وسعف النخل، وهناك أيضًا بعض الغرف المخصصة للإدارات الحكومية المتنوعة.

زيارة قصر المربع التاريخي

يمكن للزوار الآن أخذ جولة بهذا القصر العريق، وأفضل وقت للجولات يمكن أن يكون في الشتاء أو الربيع وذلك لأن الأجواء تلك تجعل مناظر الحديقة الخضراء حول القصر أفضل جذبًا للعين وراحة للقلب.

خلال زيارتك أيضًا يمكنك الاستمتاع برؤية الكثير من المتعلقات الخاصة بالملك في مركز الملك عبد العزيز التاريخي، مثل نظارة الملك المؤسس وصورًا لاجتماعاته مع رؤساء العالم.

تعتبر السيارة الرولز رويس التي أهداها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل للملك عام 1946 من أبرز المتعلقات التي يُحب مشاهدتها الجماهير.

يمكنك أن تبحث عن أول مصعد بالمملكة في هذا القصر، وهو مصعد تم تركيبه عام 1948، ويعتبر من الأشياء التي تجذب غالبية الزوار إلى المكان، ويمكن للزوار الاطلاع على المحتويات التي تخص المخطوطات والمحفوظات بالقصر، والتي تعرض دور القصر في هذا الجزء المحوري من التاريخ، كما يمكن الاستماع للتسجيلات الصوتية التي تخص الملك عبد العزيز خلال إلقاء الخطابات.

يحتوي سطح القصر على غرفة خاصة للتبريد، وذلك من خلال فتحات التهوية الموجودة في الجهتين الشرقية والشمالية، وهناك أيضًا مجلسًا صيفيًا للملك بالمكان.

قرارات هامة شهدها القصر

شهد القصر الكثير من الأحداث المهمة وعلى رأسها قرار إنشاء وزارة الدفاع السعودية، وأيضًا عمل المدارس العسكرية وانطلاق الإذاعة السعودية.

أنطلقت العملة النقدية الأولى للمملكة من القصر أيضًا، ومن بين أسواره تم تدشين أنظمة جوازات السفر والمراسلات وإنشاء الكثير من الطرق والمباني.

ترميم القصر

تحوّل القصر بعد مغادرة العائلة الملكية له إلى متحف ملكي، وهو ما يليق بقصر يحمل الكثير من التاريخ مثله، فتم العمل على ترميمه مع الحفاظ على الهوية الأصلية له، وطالت التجديدات العميقة الخاصة بالقصر والبهو الداخلي أيضًا.

تم استبدال بعض الجسور الموجودة بالقصر من الحديد إلى الخشب، وطالت التعديلات الخاصة بالأعمدة العريقة والأسقف والجدران أيضًا، مع المزيد من العمل على الأبواب الخارجية والداخلية للقصر.

تم الاستعانة بالكثير من الخبرات العالمية والمحلية من مجال ترميم الأثار لتجديد القصر وإخراجه في أفضل صورة ممكنة، حيث كان لسير العمل بالقصر بعض الخطوات وهي:

  • الحفاظ على المبنى من الانهيار أو تداعي أي من أجزائه خلال العمل.
  • الحصول على نتائج دقيقة للمساحات الداخلية والخارجية للقصر للوصول إلى المثالية في العمل.
  • تم تصوير كافة العناصر التي ستتعرض للترميم فوتوجرافيا قبل البدء في العملية.
  • تم ترميم الأبواب والنوافذ من خلال ورش خارجية.
  • نفذت بعض الأبراج لدعم الأماكن الضعيفة في المبنى.
  • شملت أعمال الترميم الممرات بعد رفع السقف القديم.
  • سارت عملية الترميم على مرحلتين، كانت الألى منها من نصيب الطابق الأرضي والأول، ثم انتقلت الأعمال إلى الخارج بعد التأكد من أن موسم سقوط الأمطار قد انتهى.
  • استخدمت المواد الطينية الممزوجة بالتبن في عملية الطلاء الداخلية للمبنى، وكان المزيج يترك ليتخمر من خلال وضع المياه المحلاة عليه وتركه لفترة كافية.
  • الطبقة الأخيرة كانت تنفذ من مادة الجص، ولكن الإسمنت الأبيض فكان يستخدم في طلاء الأعمدة الخارجية والحجرية بسبب قوة تماسكه.
  • انتقلت عمليات الترميم فيما بعد إلى الأثاث الخاص بالقصر، واستبدال وحدات الإضاءة القديمة، وتم تنفيذ كل ذلك أيضا في بعض الورش خارج المشروع.
  • أضيف الأثاث المرمم مرة ثانية إلى المكان وتم تجهيزه بالكامل في المرحلة الأخيرة بعد الترميم الشامل، ليتخذ القصر هيئته الجديدة.
  • شملت أغراض الملك بالقصر مكتبه ومقعده وأيضًا الهاتف الخاص به في إحدى الغرف.
اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم