تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف كتبًا بقسم الآثار المصرية

  • تاريخ النشر: منذ 6 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة
تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف كتبًا بقسم الآثار المصرية

شهد متحف اللوفر الفرنسي، الذي يُعد واحداً من أهم وأكثر المتاحف زيارة على مستوى العالم، حادثاً جديداً يضاف إلى سلسلة من الإخفاقات الهيكلية والأمنية التي تهدد مكانته. فبعد أسابيع قليلة من عملية سطو كبرى كشفت عن ثغرات أمنية خطيرة، تعرضت مكتبة قسم الآثار المصرية لتسرب مياه أدى إلى إتلاف مئات الكتب النادرة، مما يسلط الضوء على التدهور المتسارع في البنية التحتية للمبنى العريق.

الأنابيب المهترئة تضرب الآثار المصرية

وفقاً لما أورده موقع "لا تريبين دو لار" المتخصص في الفن والتراث، تضرر ما يقارب 400 كتاب نادر في مكتبة قسم الآثار المصرية نتيجة تسرب المياه، والذي يُعزى سببه بشكل أساسي إلى سوء حالة الأنابيب داخل المتحف. وقد أكد نائب مدير متحف اللوفر، فرانسيس شتاينبوك، في تصريحات تلفزيونية، أن التسرب وقع في إحدى الغرف التابعة للمكتبة، وأن الحصر المبدئي للأعمال المتضررة يتراوح بين 300 و 400 عمل. وأشار شتاينبوك إلى أن الكتب التي طالها الضرر هي تلك التي يستخدمها علماء المصريات والباحثون، موضحاً أنها ليست من "الأعمال الأكثر قيمة أو ندرة" في المجموعة، لكنها تظل كتباً نادرة لا يمكن تعويضها بسهولة.

تأخر الإصلاحات يثير تساؤلات حول التمويل

المشكلة التي أدت إلى حادث التسرب ليست بجديدة، بل هي "معروفة منذ سنوات" وفقاً لما أقر به نائب المدير. وقد أشار الموقع المتخصص إلى أن إدارة المتحف تسعى منذ سنوات للحصول على التمويل اللازم لحماية المجموعات الحساسة، لكن جهودها لم تكلل بالنجاح. والأكثر إثارة للقلق هو أن خطط الإصلاح الشاملة كانت مقررة في وقت متأخر نسبياً، وتحديداً في سبتمبر/أيلول 2026. هذا التأخير في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية، رغم التحذيرات المبكرة، يثير تساؤلات واسعة حول أسباب العجز المالي والإداري عن حماية هذا الكنز العالمي قبل وقوع الضرر.

أزمة متفاقمة تتجاوز التسرب المائي

لا يمكن فصل حادث التسرب المائي عن سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي يواجهها اللوفر مؤخراً. ففي 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفذ 4 لصوص عملية سطو كبرى في وضح النهار، استولوا خلالها على مجوهرات تقدر قيمتها بـ 102 مليون دولار، في واقعة فضحت ثغرات أمنية واسعة داخل المتحف العريق. كما أن هذا الحادث الأخير يضاف إلى مشاكل هيكلية أخرى أدت في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم إلى إغلاق جزئي لقاعة عرض تضم مزهريات يونانية ومكاتب. هذه السلسلة من المشاكل الهيكلية والأمنية تعزز الانطباع بأن اللوفر يواجه أزمة حقيقية تهدد ليس فقط مقتنياته الثمينة، ولكن أيضاً صورته ومكانته العالمية كرمز للتراث الثقافي الإنساني، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً وشاملاً.

إن تكرار حوادث التسرب المائي والمشاكل الهيكلية في متحف بحجم وأهمية اللوفر هو بمثابة جرس إنذار عالمي. فالمكتبات والمجموعات النادرة، حتى لو لم تكن "الأكثر قيمة" مادياً، تمثل ذاكرة علمية لا يمكن تعويضها. على الإدارة الفرنسية العمل بشكل فوري على تأمين التمويل اللازم وتقديم خطط إصلاح عاجلة تتجاوز المواعيد البعيدة المحددة لعام 2026، لضمان حماية هذا التراث الإنساني من التدهور المتسارع.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم