ارتفاع الثقة بالذكاء الاصطناعي وظهور اتجاهات جديدة تشكل ملامح السياحة في 2026

ثلثا المسافرين من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يثقون في الذكاء الاصطناعي لحجز أماكن الإقامة، فيما تكشف كل من صيحات "طقوس الترف" و"سياحة الهوايات" كأبرز توجهات السفر للعام 2026

  • تاريخ النشر: الخميس، 27 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 8 دقائق قراءة
ارتفاع الثقة بالذكاء الاصطناعي وظهور اتجاهات جديدة تشكل ملامح السياحة في 2026

 

  • أظهر بحثٌ شملَ أكثرَ من 4000 مسافر في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أن 84% من المسافرين يخططون لقضاء عددٍ أكبرَ أو مساوٍ من الإجازات في عام 2026 مقارنةً بعام 2025.
  • في توجه يعكس تطوّر مفهوم السياحة، برزت ظاهرة "طقوس الترف"  كأحد أبرز صيحات السفر المتوقعة في 2026، والتي يعبّر عنها المسافرون من خلال بدء عطلتهم بتجربة فاخرة أو اختتامها بإقامة مترفة، عبر حجز منتجعات صحية أو فنادق فاخرة إلى جانب صيحة جديدة تتمحور حول السياحة المرتبطة بالشغف الشخصي.
  • أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط للعطلات واستقصاء خياراتها أمراً شائعاً، حيث أعرب 69% من المستطلَعين عن ثقتهم في قدرته على حجز أماكن الإقامة.

 

دبي، 27 نوفمبر 2025 – كشف بحثٌ جديد في مجال القطاع السياحي، شمل 4017 بالغاً في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أن أكثر من 80% من المسافرين من البلدين يعتزمون قضاء عددٍ أكبر أو مماثل من العطلات في عام 2026 مقارنةً بعام 2025 (84% في الإمارات و83% في المملكة). ويشمل هذا الرقم 54% من المسافرين الذين يخطّطون لقضاء عددٍ أكبر من العطلات (56% في الإمارات و52% في المملكة).

تُشير أرقام "تقرير تذكرة السفر 2026" الصادر عن ماريوت بونفوي إلى استمرار النمو العام في القطاع. ففي عام 2026، يخطط المسافر العادي لقضاء 3 عطلات داخلية ضمن حدود وطنه، ورحلتين للوجهات القريبة (رحلة طيران لا تتجاوز أربع ساعات)، ورحلتين للوجهات بعيدة المدى.

ويُظهر التقرير أيضاً أنّ الناس يحجزون عطلاتهم وسطياً قبل 2.1 شهر من السفر (2.5 شهر في الإمارات و1.6 شهر في المملكة العربية السعودية).

ومن المتوقع أن يستمر التنقل بين الوجهات الدولية كأحد أبرز توجهات المسافرين في 2026، حيث يخطط 75% منهم زيارة عدة دول خلال الرحلة الواحدة، مؤكدين أن هذه الخطط "على الأرجح" أو "بالتأكيد" في العام المقبل. وتتصدّر دول إيطاليا وسويسرا وفرنسا وتركيا على قائمة الوجهات المفضلة للمسافرين من الإمارات والسعودية.

اعتماد متزايد على الذكاء الاصطناعي في تخطيط الرحلات السياحية

أفاد ما يقارب ثلاثة أرباع المسافرين (72%) بأنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي للتخطيط لإجازاتهم أو البحث عنها (77% في الإمارات و68% في المملكة). ويذكر خُمس المسافرين تقريباً (23%) أنهم يستخدمونه "طوال الوقت" (24% في الإمارات و22% في المملكة).

ويحتلّ "تشات جي بي تي" الصدارة كأبرز منصة ذكاء اصطناعي لتخطيط السفر، حيث يستخدمه ثلاثة أرباع (76%) من المستخدمين المستطلعة آراؤهم لهذا الغرض (81% في الإمارات و70% في المملكة). ويليه "جيميني" بنسبة 38% (41% في الإمارات و35% في المملكة)، ثم "كوبايلوت" بنسبة 21% (23% في الإمارات و19% في المملكة).

وتعكس هذه الأرقام ارتفاع ثقة المسافرين بالذكاء الاصطناعي، حيث صرّح ثلثاهم (69%) بأنهم سيشعرون "بالراحة" عند حجز أماكن الإقامة عبر منصات الذكاء الاصطناعي في المستقبل (71% في الإمارات و67% في المملكة). في المقابل، أعرب 9% فقط عن "تحفظهم" على هذه الفكرة (10% في الإمارات و8% في المملكة).

تصاعد "طقوس الترف" كاتّجاه جديد لدى المسافرين

تكشف نتائج البحث عن مجموعة من الاتجاهات السياحية الصاعدة والمتنامية المتوقعة في عام 2026. ومن أبرز هذه التوجهات الجديدة ما يُعرف بـ"طقوس الترف" - وهي ممارسة يقوم خلالها المسافرون بحجز تجارب فاخرة، مثل المنتجعات الصحية أو الفنادق الفاخرة، مع بداية رحلتهم أو في ختامها.

وتبلغ نسبة المسافرين الذين سبق لهم خوض هذه التجربة أكثر من 80% (83% في الإمارات و80% في المملكة)، وهي نسبة تتجاوز معدّل انتشارها في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والبالغ 59%. كما يحرص أكثر من ثلث المسافرين على القيام بذلك بشكل دوري، حيث صرّحوا أنهم قاموا بذلك خلال الأشهر الـ12 الماضية (36% في الإمارات و35% في المملكة).

يسلط المسافرون من الإمارات والمملكة الضوء على العديد من المزايا التي توفرها هذه الصيحة الجديدة، حيث يرى أكثر من النصف أن هذه التجارب تساعد في "الاسترخاء والاستعداد نفسياً للعطلة" مع بداية الرحلة. كما أشار 45% إلى أن الإقامة الفاخرة في نهاية العطلة تساعدهم في العودة إلى المنزل وهم يشعرون بالانتعاش والتجدد (47% في الإمارات و43% في المملكة).

كما يرى ثلث المسافرين أن هذه التجربة تُتيح لهم الاستمتاع بمستوى من الفخامة قد لا يتسنّى لهم تحمل تكلفته في عطلة أطول (35% في الإمارات و30% في المملكة).

الهوايات والشغف باتت دافعاً أساسياً في اختيار الوجهة السياحية

تبرز "سياحة الهوايات" كأحد أبرز توجّهات السفر الرئيسية، حيث يصمّم المسافرون عطلاتهم بالكامل حول شغفهم وهواياتهم. وأظهرت البيانات أن أكثر من ثلاثة أرباع المسافرين (82%) قد خاضوا هذه التجربة من قبل (84% في الإمارات و79% في المملكة)، بينما يواظب ربع المسافرين (25%) على القيام بها عدة مرات سنوياً (23% في الإمارات و27% في المملكة).

وعلى صعيدِ الاهتماماتِ، تتصدّرُ الرّياضةُ قائمةَ الدّوافعِ بنسبةِ 52% لدى المسافرين (53% في الإمارات و52% في المملكة)، سواءً عبرَ الحضورِ أو المُشاركةِ في الفعاليّاتِ الرّياضيّة.

 وتحظى الرحلات الاستكشافية مركزاً متقدماً كذلك بنسبة 48% (44% في الإمارات و52% في المملكة)، حيث تتضمن أنشطة مثل السفاري وتسلق الجبال، بينما تَحظى الفعاليّاتُ الثقافيّةُ والموسيقيّةُ باهتمامِ 43% من المسافرينَ (46% في الإمارات و39% في المملكة).

ارتفاع الثقة بالذكاء الاصطناعي وظهور اتجاهات جديدة تشكل ملامح السياحة في 2026

إقامة تلبّي كلّ التطلعات وتفوقها

تُشير نتائج الدراسة إلى أن المعايير التقليدية لاختيار أماكن الإقامة - وتحديداً جودة الخدمة (88% إجمالاً - 85% في الإمارات و92% في السعودية) والنظافة (87% إجمالاً - 82% في الإمارات و92% في السعودية) والموقع (85% إجمالاً - 80% في الإمارات و90% في السعودية) - لا تزال تحتل الصدارة في أولويات المسافرين السعوديين، إلا أن معايير جديدة بدأت تفرض نفسها بقوة على خياراتهم.

فعلى سبيل المثال، يُؤكِّد 87% من المسافرين على أهمية توفّر مرافق مناسبة للعائلات (83% في الإمارات و90% في المملكة العربية السعودية)، كما يرى (87%) من المسافرين أنَّ توفُّر خيارات طعام متنوعة داخل مكان الإقامة أمرٌ بالغ الأهمية (82% في الإمارات و92% في المملكة العربية السعودية).

ويبدي جزءٌ كبير من المسافرين استعداداً لدفع مبالغ إضافية مقابل خدمات مُعيَّنة، حيث يُعلن ثلث المسافرين (30%) استعدادَهم لدفع مبلغٍ إضافي لضمان الحصول على غرفة بموقع مُفضَّل (31% في الإمارات و29% في المملكة العربية السعودية)، بينما يُبدي 41% استعدادَهم لدفع مبلغٍ إضافي مقابل ضمان تسجيل دخولٍ مُبكِّر (36% في الإمارات و46% في المملكة العربية السعودية).

يحرص المسافرون من الإمارات والمملكة العربية السعودية على الاستفادة من القيمة المثلى للسفر، حيث يُقدم خُمس المسافرين تقريباً (37%) على حجز عطلاتهم عند توفُّر عروض أسعار استثنائية (34% في الإمارات و39% في المملكة).

وتلعب برامج الولاء للفنادق دوراً محورياً في خيارات الإقامة، حيث أشار 39% من المسافرين إلى تأثير هذه البرامج على خياراتهم، وهي نسبةٌ تتجاوزُ المتوسطَ الإقليميَّ لمنطقةِ أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا البالغَ 32% (42% في الإمارات و36% في المملكة).

تُبرز النتائج أهمية معايير الاستدامة لدى المسافرين؛ إذ يحرص 83% ممن يحجزون عطلاتهم على التحقق من الأثر البيئي لرحلاتهم قبل تأكيد الحجز (84% في الإمارات و83% في المملكة العربية السعودية).

وتعليقاً على نتائج التقرير، قال سانديب واليا، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشرق الأوسط والفنادق الفاخرة في أوروبا والشرق الأوسط و إفريقيا لدى ماريوت الدولية:

"يقدّم هذا التقرير الشامل مؤشرات إيجابية جداً لقطاع السفر، إذ يُظهر أن أعداد العطلات ستشهد زيادة ملموسة خلال عام 2026.

كما يكشف البحث عن مجموعة من الاتجاهات المتنامية واللافتة، أبرزها التحوّل الواضح نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط والبحث عن العطلات، والذي أصبح اليوم ممارسة شائعة. وللمرة الأولى، يُصرّح ما يقارب ثلاثة أرباع المسافرين بأنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض، فيما عبّر 67٪ منهم عن استعدادهم لاستخدامه في حجز أماكن الإقامة مستقبلاً.

وسيبرز خلال العام المقبل اتجاه "طقوس الترف" بين المسافرين، خاصةً جيل الشباب، إذ يتيح لهم تذوق تجارب فاخرة في بداية العطلة أو نهايتها، قد لا تسمح بها ميزانياتهم إذا أرادوا اعتمادها طوال الرحلة.

ويكشف التقرير أيضاً عن ظاهرة عميقة، حيث أصبحت الهوايات والاهتمامات الشخصية المحرك الأساسي لاختيار الوجهات السياحية، سواءً لحضور الفعاليات أو المشاركة فيها، مع تصدر الرحلات الثقافية والموسيقية والرياضية ورياضات المغامرة قائمة الاختيارات.

ويؤكد التقرير في خلاصته أن المسافرين ما زالوا يجدون في السفر قيمةً حقيقية، مع تزايد الوعي بأهمية الاستدامة والولاء للعلامات التجارية وتميز الرحلات العائلية وهو ما ينعكس بوضوح على خياراتهم وتوجهاتهم السياحية.

وأشعر شخصياً بالحماس تجاه مستقبل ينمو فيه قطاع السفر ويتطور ويواصل إلهام العالم."

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم