الاحتفال بيوم المشي إلى المدرسة.. صحة للطلاب ورسالة للمجتمع

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: الخميس، 02 أكتوبر 2025
الاحتفال بيوم المشي إلى المدرسة.. صحة للطلاب ورسالة للمجتمع

في الثاني من أكتوبر من كل عام، تحتفل دول عديدة حول العالم بيوم المشي إلى المدرسة، وهو مبادرة مجتمعية تهدف إلى تشجيع الطلاب على استخدام أقدامهم بدلاً من المركبات للوصول إلى فصولهم الدراسية. لا يقتصر هذا اليوم على تعزيز النشاط البدني فحسب، بل يُعد أيضًا فرصة لغرس قيم الاستدامة، والسلامة المرورية، والتواصل الأسري والمجتمعي. في زمن طغت فيه الحياة السريعة والنقل المريح، يعود هذا اليوم ليذكرنا بأن أبسط العادات قد تكون الأكثر تأثيرًا.

فوائد صحية ونفسية تبدأ من الطريق

المشي إلى المدرسة يساهم في تحسين اللياقة البدنية للأطفال وتنشيط الدورة الدموية وبناء عضلات قوية بطريقة طبيعية وآمنة. تشير الأبحاث إلى أن 20 إلى 30 دقيقة من المشي يومياً تساعد على تحسين التركيز والأداء الدراسي وتقليل التوتر. كما يُعتبر المشي وسيلة فعالة للوقاية من السمنة في ظل تزايد الاعتماد على الشاشات وقلة الحركة. ومع انشغال الأسر، يمنح هذا اليوم فرصة للأهل لمرافقة أطفالهم سيراً على الأقدام، ما يعزز التواصل العاطفي ويدعم بناء عادات صحية تستمر مدى الحياة.

رسالة بيئية تقلل الازدحام والتلوث

المشي في هذا اليوم ليس مجرد نشاط فردي، بل إعلان جماعي لدعم البيئة. تقليل عدد السيارات حول المدارس يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء خاصة في المناطق الحضرية المزدحمة. كما يحد من الضوضاء وحالات الاختناق المروري عند بوابات المدارس. بعض المدن تخصص مسارات آمنة للمشي والدراجات في هذا اليوم، وتغلق بعض الشوارع مؤقتاً لتشجيع الطلاب وأسرهم على المشاركة. المبادرة أصبحت أيضًا فرصة لتعريف الأطفال بالمسؤولية البيئية وكيف يمكن لخطوات بسيطة أن تصنع فرقًا حقيقيًا في مدينتهم.

السلامة المرورية وتعزيز روح المجتمع

إحياء هذا الحدث يشجع المدارس والبلديات على تحسين البنية التحتية للمشاة، من أرصفة آمنة إلى إشارات عبور واضحة وحراسة مرورية مخصصة للأطفال. المشاركة الجماعية من الطلاب والمعلمين والأهالي تعزز الشعور بالأمان والانتماء. بعض المدارس تنظم مجموعات “المشي الجماعي” حيث يلتقي الأطفال في نقطة معينة وينطلقون معاً، ما يخلق تفاعلاً اجتماعياً ويقلل من المخاوف الأمنية. كما تُقام فعاليات توعوية حول قواعد السير، واستخدام المعابر، واحترام الطريق.

في ختام هذا اليوم، يدرك المشاركون أن المشي إلى المدرسة ليس مجرد نشاط احتفالي، بل أسلوب حياة يمكن تبنيه على مدار العام. إنه فرصة لإعادة التفكير في أنماط التنقل اليومية وجعل الطريق إلى التعليم أكثر أماناً وصحة ومتعة. ومع استمرار الاهتمام العالمي بالصحة النفسية والاستدامة البيئية، يظل يوم المشي إلى المدرسة نموذجاً بسيطاً لكنه ملهم لتغيير العادات وتوحيد الجهود نحو مستقبل أكثر توازناً.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم