جمهورية الموز

  • تاريخ النشر: الأحد، 17 يناير 2021
جمهورية الموز

هل سمعت عن جمهورية الموز في نشرات إخبارية عندما يهاجم السياسيون بعضهم البعض؟ خاصة فيما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية عندما رد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على الانتقادات القائلة بأن الولايات المتحدة تحولت إلى جمهورية الموز بعد أحداث العنف التي شهدها الكونغرس الأمريكي مؤخراً. ففي هذه المقالة سنتعرف أكثر على مفهوم مصطلح جمهورية الموز ودلالاتها السياسية والإقتصادية.

ما هي جمهورية الموز؟

يعد مصطلح جمهورية الموز مصطلحاً سياسياً يلجأ إليه السياسيون أحياناً أكثر من الأوساط العامة للسخرية من عدم استقرار بعض الدول سياسياً واقتصادياً، أو للتأكيد على سيادة القانون في بلدانهم. استُخدم مصطلح جمهورية الموز بدايةً لوصف أي دولة في أمريكا الوسطى يعتمد اقتصادها على الموز، ومن هذه الدول؛ نيكارجوا وكوستاريكا والسلفادور وبنما وجواتيمالا وهندوراس ووبليز

قصة جمهورية الموز:

تعود قصة مصطلح جمهورية الموز إلى كتابات الكاتب ويليام سيدني بورتر في أواخر القرن التاسع عشر الذي كتب رواية بعنوان "هدية المجوس “The Gift of the Magi ، وهي قصة مفجعة عن زوجين يبيع كل منهما أغلى ممتلكاته ليشتري لبعضهما هدية عيد الميلاد. فر الكاتب إلى هندرواس، التي لم توقع معاهدة تسليم المجرمين مع الولايات المتحدة حتى الآن، هرباً من تهم الاختلاس لدفع النفقات الطبية لزوجته المريضة في تسعينيات القرن التاسع عشر، وفي عام 1904 نشر الكاتب كتاباً بعنوان "الملفوف والملوك Cabbages and Kings" إذ وصف هندوراس بأن اقتصادها يعتمد بشكل كلي على الموز كما اعتبر أن حكومتها الدكتاتورية سمحت ببناء مستعمرات زراعية شاسعة لزراعة الفاكهة، وخصوصا الموز، على أراضيها مقابل المال.

تطرق الكاتب كذلك في كتابه إلى التحولات التي شهدها القطاع الزراعي في الولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية القرن الـ19، حين أراد المزارعون التوجه إلى زراعة الفواكه خاصة الموز، لكنهم فشلوا في ذلك بسبب طقس بلدهم البارد، لذا ظهرت شركة United Fruit Company  التي دعت إلى استغلال عدداً من الأراضي والعمال في أمريكا الوسطى لزراعة الموز والفواكه حيث إنها قامت بتشييد الطرقات والموانئ ومد السكك الحديدية مقابل الحصول على الأرض لزراعة الفاكهة التي تحتاج أجواء حارة إلى جانب قاموا بوضع رئيس حليف لهم في هندوراس بعد انقلاب ضد الحكومة. شكلت هذه الشركة تهديداً وزعزعة الاستقرار الشامل في بلدان أمريكا الوسطى التي تزرع الفواكه الاستوائية.

يشير الكاتب إلى شركات الفاكهة من الولايات المتحدة التي أصبحت تمارس تأثيرًا غير عادي على سياسات هندوراس وجيرانها. بحلول نهاية القرن التاسع عشر ، سئم الأمريكيون محاولة زراعة الفاكهة في بلدهم البارد. كان من الأجمل والأرخص استيراده بدلاً من ذلك من المناخ الأكثر دفئًا في أمريكا الوسطى، حيث ينمو الموز والفاكهة الأخرى هناك بسرعة. [1]

مع مرور الوقت، استُخدم مصطلح جمهورية الموز لوصف أي دولة في أمريكا الوسطى يعتمد اقتصادها على الموز، ومن هذه الدول؛ نيكارجوا وكوستاريكا والسلفادور وبنما وجواتيمالا وهندوراس ووبليز. على نطاق أوسع، غالبًا ما يستخدم مصطلح جمهورية الموز لوصف أي دولة تعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية والزراعة، ما يسميه الاقتصاديون القطاع الأولي، لدعم اقتصادها. [2]

مصطلح جمهورية الموز:

يستخدم مصطلح جمهورية الموز الآن كمصطلح سياسي للسخرية من أي الدولة التي تتمكن فيها الشركات الأجنبية من توجيه سياساتها، ويكون زعيمها رهين قوى أجنبية تتحكم في قراراته وفي سيادة بلاده. استُخدم مصطلح جمهورية الموز بدايةً لوصف أي دولة في أمريكا الوسطى يعتمد اقتصادها على الموز. على نطاق أوسع، غالبًا ما يستخدم مصطلح جمهورية الموز لوصف أي دولة تعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية والزراعة، ما يسميه الاقتصاديون القطاع الأولي، لدعم اقتصادها.

لا يزال هذا المصطلح يستخدم غالبا بطريقة مهينة لوصف بعض حكومات بعض البلدان في أمريكا الوسطى ومنطقة بحر الكاريبي، بل يتسع ليشير إلى دول أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، وبالأخص عندما تكون الانتخابات فيه مزورة أو فاسدة، ويكون حاكمها خادماً لمصالح خارجية.

قد يطلق على بعض الدول بأنها جمهورية الموز بسبب تأثير الشركات الخاصة الكبيرة في سياساتها؛ على سبيل المثال، تؤثر شركات المنتجعات على سياسة جزر المالديف، وشركات تعدين أجنبية على تشيلي، وصناعة التبغ الأمريكية في سياسة الفلبين.

جمهورية الموز بالإنجليزي:

Banana Republic is a small nation, especially in Central America, dependent on one crop or the influx of foreign capital. As it turns out, Banana Republic refers to a politically unstable nation economically dependent on the exportation of a limited resource product (bananas, for example). Typically, a banana republic has a society of stratified social classes. This usually consists of a large and poor working class and a ruling-class plutocracy, composed of the business, political and military elites of that society.

In the late 19th century American companies began buying up large tracts of agricultural land in tropical Central and South America. They would then hire indigenous people to work those lands for extremely low wages and sell their product in the U.S. at a 1000% markup. The inequity of the land distribution created mass poverty among locals and created a minuscule ruling class attached to a military arm.

جمهورية الموز هي دولة غير مستقرة سياسياً خاصة في أمريكا الوسطى تعتمد على محصول واحد  على سبيل المثال الموز، أو تدفق رأس المال الأجنبي في اقتصادها، وتتكون هذه الجمهورية عادة من طبقة عاملة كبيرة وفقيرة والطبقة الحاكمة التي تتكون من النخب التجارية والسياسية والعسكرية في ذلك المجتمع. في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت الشركات الأمريكية في شراء مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في المناطق الاستوائية في أمريكا الوسطى والجنوبية، ثم قاموا بعد ذلك بتوظيف السكان الأصليين للعمل في تلك الأراضي بأجور منخفضة للغاية وبيع منتجاتهم في الولايات المتحدة بسعر باهظ جداً  مما خلق فقرًا جماعيًا بين السكان المحليين وخلق طبقة حاكمة صغيرة مرتبطة بذراع عسكري. ستقوم هذه الشركات بعد ذلك بتوظيف مرتزقة للاستمرار بعملها والإطاحة بهذه الحكومات، وخلق مناخ يفضي إلى استمرار ربحهم. [3]

تصدر مصطلح جمهورية الموز غالباً لتداعيات التمرد والإنقلاب والتدخل الأجنبي في سياسة دولة ما حيث يتعرض سكان جمهورية الموز للعمالة والخيانة والفقر عندما تحاول الدول الكبرى نهب خيراتها وإخضاعها لحكمها وسياساتها.

اشترك في قناة سائح على واتس آب لجولات حول العالم